لماذا لا نرى كفيف مقدم برامج تلفزيونية؟



بعد الثورة المعلوماتية الهائلة الموجودة الآن استوقفني هذا السؤال بعد إدارتي لمناقشة عامة في أحد الأماكن ولم أكن معدا لها ولكني أعددت لها قبيل بدايتها بنصف ساعة وهذا بإستخدام "اللاب توب" وحتى لا أنسى ما أعدته في المادة الحوارية حتى لا أنسى وهذا كان في أحد الأمسيات الثقافية كان عدد الحضور كبير وأستخدمت سماعة أذن صغيرة جدا مثل سماعة التليفون وبدأت النقاش بالطبع كانت المدة حوالي ساعتين وبالطبع إتفقت مع المنظمين أني لي الحرية المطلقة في الأسئلة وكلما استوقفتني نقطة ما اقوم بتدوينها على اللاب توب أثناء الحوار حتى ارجع وأسأل فيها فوجئت في نهاية المناقشة والجلسة الحوارية بوجود استمارة فيها تقييم للجلسة الحوارية وقد  كان بها سؤال للموجودين وهو "ما تقييمك للمحاور للضيوف؟" كان التقييم عيب المقدم أنه كفيف البصر وبنسبة تتجاوز 60% 10% قالت جيد ولكنه يعتمد على الكمبيوتر 10% قالت تعبيراته جيدة وقادر على إجراء الحوار والباقي إمتنع عن الإجابة.
بالنسبة للنسبة الكبيرة هي التي إستوقفتني وإهتممت بها لأني عادتا لا اهتم كثيرا بمن يمدحني وأنظر لمن ينتقدني أكثر وبعد أن عدنا للقاعة لإستكمال الفاعليات طلبت أن أعلق للجميع بشكل مختصر قبل أن أغادر.
فطلبت من الحضور أن يجيبوني على سؤال "ما الذي يمنع كفيف من أن يدير جلسات حوار أو يكون إعلامي على شاشة التلفزيون؟"
فأجاب الكثير بشكل كان صادم لي وهو كان الرد "صعب شوية أننا نتقبل فكرة أن يكون كفيف يقود جلسة نقاش وحوار."


نعود لموضوعنا الأساسي لماذا لا يتقبل المجتمع فكرة أن يكون كفيف مقدم برامج أو جلسات حوارية؟
النظرة العامة للكفيف على أنه شخص لا يصلح لأي عمل والمنظور الثقافي الخاطئ أن الكفيف لا يستطيع أن يواكب العصر في إستخدام التكنولوجيا الحديثة ويستخدمها كإتاحة أو إستخدام أوراق برايل "لأنها كانت البداية عندما وضعت الخطوط العامة للحوار وبدأت أفرغها على اللاب توب مع القليل من التفاصيل"
هل لأن الكفيف قليل خبرة أو لأن الكفيف لا يستطيع من الأساس أم لأن الكفيف تنقصه بعض الخبرات التي لا تتوافر فيه مثل حركة الأيدي أثناء الحوار ........ الخ.
فوجدت أن هذا ليس مبرر ولكن المبرر الوحيد هو عدم إقتناع الناس وعدم إستيعاب للجديد وأننا للأسف لا نعتاد اي شيء غير مألوف ونرى من خلال نظرة ديقة وسطحية للأمور.
فهناك مثلا إعلاميين مكفوفين كثر ناجحين على الراديو والسبب الوحيد أنهم غير مرئيين بالنسبة للجمهور اذن هي ليست معايير الكفاءة التي تحكم ولكن المعيار الذي يحكم هنا للأسف هي صورة الشخص وكماله بمعنى صعب مثلا تقبل مذيع شكله ليس جيد الصورة وتقبل مذيع آخر جميل الصورة وقد يكون لديه عيوب مثلا في القراءة أو أخطاء لغوية له المهم أن الهيئة الشكلية مقبولة.
وهنا علامة إستفهام كبيرة هل ونحن في القرن الواحد والعشرون هل تذال نظرتنا تعتمد على التصنيف العنصري حسب الجنس أو الشكل واللون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكني وجدت الواقع الإفتراضي "مواقع التواصل الإجتماعي وتحديدا twitter" لا يقول ذلك فقد أجريت نقاش في هذا الموضوع وإكتشفت أن الكثير لا يهتم بهذا هل تختلف ثقافة الواقع العادي عن الواقع الإفتراضي لا أعلم ولكن كانت المناقشة على الواقع الإفتراضي أكثر إيجابية في الحقيقة وهنا أيضا علامة إستفهام؟


  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: