حقيقة قطارات الصعيد الدرجة الثالثة "قطارات الموت"



 حقيقة قطارات الصعيد الدرجة الثالثة "قطارات الموت:       

قطارات الصعيد في السطور القادمة حقيقة قطارات الصعيد بإعتباري صعيدي وعايش في الصعيد ومن مستقلي هذه القطارات لم أتحدث عن القطارات المكيفة الدرجة الأولى أو الثانية ولكني سأتحدث عن قطارات الدرجة الثالثة لأني أركبها بكثرة وأعلم ما بها من كوارث من خلال ساعتين ونصف مثلا مدة السفر من سوهاج لمحافظة أسيوط.
فتجد أغلبية أهالي الصعيد من ركاب قطارات الدرجة الثالثة فمن العادي جدا أن تركب القطار وأن لا تجد لنفسك موضع لقدم ومن العادي جدا جدا تجد في القطار الناس واقفة على بيبانه التي لا تقفل من الأساس علبة السردين على الأقل تكن مقفولة على ما هو محشور بداخلها  ومن العادي أيضا أن تجد الزجاج مكسورا إن أكرمك الله بكرسي لتجلس عليه فتجد الزجاج بجوارك مكسور فحينما تنزل تكن أخذت جرعة كافية من الهواء في جسمك كفيلة أن تجعلك نايم لمدة ثلاثة أيام بسبب دور برد شديد قد أخذته بسبب الزجاج المكسور  ومن العادي أن تكون حالة الكرسي غير آدمية بالمرة لأن الكرسي عبارة عن حامل حديد بالأسفل وفوقه بلاستيك مقوى فمن العادي أن تجد الكرسي غير مثبت فحينما يقف القطار بشكل مفاجئ مثلا توقع أن الكرسي يطير بك للأمام وتجد دماغك خابطة في من أمامك لو لم تحافظ على توازنك والكرسي يسع لإثنين فأنت وشخص بجوارك ويقابلك أثنان في الكرسي المقابل لكما  ومن العادي مثلا أن يتوقف القطار لمدة نص ساعة ولسبب غير معروف لك ومن العادي أن يتوقف القطار لمدة أخرى نظرا لأن كبس الهواء الخاص بالفرامل أتفتح عند إحدى العربيات الخاصة بالقطار بشكل معتاد ومن العادي أن تسمع أصوات ضجيج من القطار نفسه وكأنك راكب داخل علبة غير محكومة الرباط وتكتشف مثلا أن هذا الضجيج ناتج عن عدم ربط بعض الصواميل بشكل جيد أو عادي أن تشم رائحة شياط نابعة من القطار ولا كأنه يحترق ولا تعرف المصدر وعادي أيضا إن لم تأخذ حذرك عندما تريد دخول الحمام أن تجد نفسك تحت عجلات القطار لأنه ببساطة معظم حمامات هذه القطارات واقعة أو متآكلة فيستحسن من الأصل أن لا تدخلها لأنك ستقع تحت عجلات القطار أما عند العودة ليلا ضيف على ما سبق كله فمن العادي أن القطار لا توجد به إضاءة مطلقا "مع أنها لا تفرق معي ولكنها كلمات المبصرين الذين يكونون راكبين بجواري" وعندما تسأل الكمسري الذي يلف ليتأكد من التذاكر عن الإضاءة فيقول بصوت مرتفع: "أحمدو ربنا على كدة"
هذا بالمختصر رحلة داخل قطار الصعيد الدرجة الثالثة.
 هل يعلم مسؤول السكك الحديدية بهذا هل يعلم وزير النقل هل يعلم رئيس الوزراء هل يعلم رئيس الجمهورية؟
دعوة أوجهها لكل من رئيس قطاع السكك الحديدية بوزارة النقل ووزير النقل ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لإستقلال قطار الدرجة الثالثة من سوهاج لمحافظة أسيوط مرة صباحا ومرة ليلا وتذاكرهم على حسابي الشخصي وهي أقصر مدة بين محافظتين في الصعيد للعلم فقط  ليعرفوا ما يحدث للشريحة الأكبر من الشعب راكبي هذه القطارات وهل هذه القطارات تصلح للإستخدام الآدمي من الأساس علما بأن أهل الصعيد مطرين لها نظرا لأن سعرها يعتبر في متناول اليد وهذه القطارات معروفة في المحطات باسم القطارات المميزة وللعلم في درجة أقل من القطار المميز حقيقة.

كل ما كتبته مسؤول عنه وهي وجهة نظري الخاصة جدا من خلال سفرياتي المتكررة في هذه القطارات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: