المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٦

ذكرياتي مع فقد بصري استعيدها بمحض الصدفة:

ليس من الممكن أن يستعيد الإنسان ذكريات محفورة بداخله وخصوصا أنه لا ينساها ذكريات عديدة مهما حاول الزمن ومهما كانت مشاغل الحياة لا يمكن أن يمحى جزء كبير من حياة الإنسان مهما كانت كثرة الأحداث ليس هذا وحسب بل أن أستعيد ذكرياتي من زاوية الطبيب الذي كان يتابع حالتي منذ اكتشاف أسرتي لفقد بصري وبعد مرور أكثر من 23 سنة يروي لي الطبيب رحلة أسرتي معي وكل هذا بمحض صدفة قدرية بحتة حكايتي سمعتها في أقل من ساعة بدأت بمقابلة وجملة اعتيادية يمكن أن أسمعها في أي مكان لكن في هذا المكان وفي هذا التوقيت فلا بد من أن تلفت هذه الجملة إنتباهي وما تبعها قصة عشتها بتفاصيلها وبكل معانيها بمحناتها قبل فرحاتها بسعادتها وحزنها. اسمحوا لي أن أحكي هذه الحكاية وأكتبها بالعامية كما حدثت بالضبط. كنت في مستشفى الرمد المهم طفل مع والدته عمره تقريبا 4 سنين الولد عنده مشكلة في القرنية في عينيه الاثنين وقالوا لها إنه محتاج عملية عاجلة قالت وهي بتتمتم جنبي إنها نفسه يشوف على شان يبطلوا العيال اللي من سنه يعايروه ويتتريقوا عليه استوقفتني الكلمات حقيقة لقيت نفسي غصب عني بأدمع وافتكرت أمي الله يرحمها اللي مخلتش في

في وداع الكتابة بطريقة برايل:

أكتب آخر سطوري بطريقة برايل التي رافقتني خلال 21 عاما من حياتي على مدار مراحلي التعليمية وحتى ما بعد التعليم كانت طريقة برايل هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لي للتعلم وللتعبير عن ما بداخلي هي التي أكن لها بالكثير من التقدير لأنها كانت هي الضمانة الوحيدة للتعبير بها وتعلمت من خلالها ونجحت بل وكانت هي التي لها الفضل الكبير في تفوقي دراسيا. أودع اليوم الكتابة بطريقة برايل وكم أفتخر بأني واحد من ملايين المكفوفين الذين أسهمت طريقة برايل في تغيير حياتهم من المكفوفين حقا أدين للمبدع الفرنسي لويس برايل بالعرفان والتقدير بأنه استطاع أن يغير حياة ملايين المكفوفين حول العالم ولست أنا فقط أعتز بأني تعلمت الكتابة بطريقة برايل وكم هي سعادتي حينما تلامس أنامل أصابعي الأحرف والكلمات المكتوبة بها كم كنت أحس بأني لي شخصية مستقلة حينما أجلس وأبدأ بالثقب على الأوراق لتشكيل حرفا ثم كلمة فجملة ليس هنالك أجمل من أني أستطيع التعبير عن ما بداخلي بكتابة مخصصة لي مثل ما للآخرين طريقتهم الخاصة في الكتابة وإن كان كل هذا فأقل ما يوصف به لويس برايل أنه مبدع وإستطاع تغيير حياة المكفوفين حول العالم يكفي أنه أتاح