النظرة المجتمعية الخاطئة عن المكفوفين



حينما نتحدث عن النظرة المجتمعية فإننا نتحدث عن نظرة مجتمعية قاسية كثيرا للكفيف فمن منا ينكر أن النظرة المجتمعية للكفيف هي إما نظرة شفقة أو نظرة عطف أو نظرة أنه شخص عالة على المجتمع والأسرة.
حينما تبدأ الشفاه بالمصمصة أو حينما تبدأ نبرة الصوت تكون مائلة إلى الحزينة هنا يعرف الكفيف أنك تتعامل معه من مبدأ الشفقة والعطف وقد تصل أحيانا إلى درجة الإحسان.
لنبدأ القضية من البداية حينما تكتشف  الأسر من من رزقها الله بابن كفيف  فهناك أسر منهم تقوم بتهميشهم من الأسرة أو أسر أخرى تتعامل بمبدأ العطف عليه ومنهم أسر ترضى بالأمر الواقع وتبدأ بالتعامل مع الكفيف بمنطق آخر مختلف قليلا عن السابق وهو منطق مساعدة الكفيف في كل شيء في حياته كل شيء حتى أبسط الأشياء.
ففي النوع الأول من التعامل يكن الكفيف فيها شخص كاره للحياة يفضل الإنعزالية التامة لأنه ببساطة قد وجد في أسرته كم من النفور له والكره له بشكل يجعله قد يصل لحد الكره لحياته كلها وذلك لأنه لا يحس لحياته قيمة أو معنى لأنه شخص مهمش قد يرى أن لو في بيته حيوان أليف يعاملونه أفضل مما يعاملوه هو.
وفي النوع الثاني من التعامل يكن التعامل من منطلق العطف بمعنى نعمل ما يرضينا معه وفي هذه الحالة يتحول الكفيف لشخص ناقم على ما هو فيه لأنه إنسان وله كبريائه الذي يود أن يحافظ عليه ولكن ما باليد حيلة أنا كفيف ماذا سأفعل فيصبح شخص ناقم من اليوم الذي ولد فيه كفيف وكل هذا يرجع لتعامل الأسرة معه.
أما عن النوع الثالث وهو النوع الذي يتعامل مع الكفيف على أساس مساعدته في كل شيء في حياته أيا ما كان ومهما كان فهذا النوع من التعامل مع الكفيف يكن تعامل أقل سوء عن سابقيه ولكنه يخلق من الكفيف شخص ضعيف فاقد الثقة بنفسه متردد لا يستطيع أن يعتمد على نفسه أو أنه يصبح ابن مدلل جدا وفي كلا الحالتين يكن شخص سلبي (ليس له قيمة).
هذا عن مجتمع الكفيف الصغير ألا وهو الأسرة.
وهناك في حقيقة الأمر أسر تتعامل مع الكفيف بشكل واقعي جدا له ما لإخوته وعليه ما عليهم ولكن في البداية تبدأ تلك الأسر تعليم هذا الابن مهارات حياتية تجعله قادر على التعامل مع كل شيء وبسهولة والأهم من ذلك أنها تجعله يتقبل ما هو فيه من كف البصر وتشجعه على أن يكن شخص ذو فاعلية لنفسه وللآخرين ولا يلتفت لما قد يراه الكثيرون أنه عيب فيه وتأهله لكي يكون شخص مقبل على الحياة وليس هناك ما يمنعه من مواصلة حياته لأنه ببساطة لا يقل عن أي شخص بل على العكس قد يمتلك أشياء لا يمتلكها الكثيرون.
وتعمل هذه الأسر على أن تجعله شخص ذو شخصية مستقلة واثق بنفسه.
وفي النهاية تخرج هذه الأسر ابن له شخصيته المستقلة واثق بنفسه لديه إصرار وإشراق للحياة.
كم أتمنى أن تتعامل جميع الأسر التي لديها ابن أو بنت أكفاء بنفس نوعية تعامل الأسر اللتي في النوع الأخير.


وإذا إنطلقنا نحو المجتمع الكبير والإطار المجتمعي العام سواء كان ذلك من أقرباء للأسرة أو أناس عاديين.
هنا توجد نوعيات كثيرة ولكنها تتشابه في الغالب منها إما معايرة الأسرة التي لديها ابن كفيف بذلك وقد تصل لدرجة غريبة من الرفض المجتمعي لتواجده بين الأسرة أنه لا تتزوجن إخوانهم المبصرين بسبب أن لهن أخ أو أخت كفيفة من بعض الذين يتقدمون لهن حينما يعرفون أن لديهن أخ أو أخت أكفاء.
أو نوع آخر يرى أن هذا الشخص ليس له قيمة في المجتمع. هذا عن أقرباء الأسرة والمجتمع المحيط فقط.

ننطلق بعد ذلك عن الأفكار المغلوطة في المجتمع عن المكفوفين:
هنا فحدث ولا حرج فتوجد أفكار مغلوطة كثيرا عن المكفوفين في الواقع وهذا يرجع لعدم الإحتكاك بواقع وعالم المكفوفين عن قرب أو أننا نستقي معلوماتنا عن المكفوفين من خلال وسائل الإعلام التي بها الكثير من التشويه لبعض الحقائق أو التي تصور المكفوفين على أنهم أشخاص يحتاجون للعطف والشفقة لهم أو التي تغالي في عرض بعض الأشياء عن المكفوفين فتجعلهم في نظرة المجتمع صعب الإقتراب منهم.
هل فكرنا للحظات في من هم المكفوفين ماذا يفعلون كيف يتعايشون مع حياتهم إلى أي مدى هم متوافقين مع حياتهم ما هي إمكاناتهم وقدراتهم وكيف يمكن إستغلالها؟
هذه التساؤلات وأكثر موضوع  المقالة القادمة 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: