من واقع مسميات الإعاقة



                   من واقع مسميات  الإعاقة:
من المعروف في مجتمعاتنا أن أسماء الإعاقات المختلفة لها أكثر من مسمى مطروح وكل هذه المسميات مأخوذة من تراثنا اللغوي وأكثرها مأخوذا من تراثنا اللغوي الشعبي وفي الحقيقة أيضا يصعب جدا حصر هذه المسميات المتعددة في مجال الإعاقات المختلفة بل مع إختلاف المفاهيم المجتمعية عن كل إعاقة نجد أسماء يراها الغير تعبر عن هذه الإعاقات ولست في مجال لسرد هذه الأسماء التي تصف كل إعاقة على حدا ولكن وعلى سبيل المثال وليس الحصر لنرى بعض المسميات وهل هذه المسميات تعني وبشكل دقيق هذه الإعاقات؟ أو بمعنى آخر هذه المسميات تصلح لتوصيف هذه الإعاقات.

الإعاقة السمعية: الإعاقة السمعية لها في المجتمع أكثر من إسم منهم مثلا "أطرش, أطرم, أخرس"
فإذا نظرنا لهذه المسميات فهي في واقعها كلمات شديدة الوقع على نفس أصحابها وحتى أنها تعتبر غير لائقة لا إنسانيا ولا حتى مع إنتشار معدل معقول من الثقافة المجتمعية الجيدة.
الإعاقة العقلية: وللإعاقة العقلية كثيرا من المرادفات في المجتمع فمنها مثلا "عبيط, أهبل, مجنون, متخلف" وجميع هذه المسميات كما نراها مسميات على الصعيد النفسي الإجتماعي مسميات في منتهى القوة في تجريح لأصحاب هذه الإعاقة.
الإعاقة الحركية: وللإعاقة الحركية مسميات عديدة وكثيرة مستخدمة في مجتمعنا فمنها على سبيل المثال "قعيد, جليس, مشلول" وكل هذه المسميات تؤدي لمعنى واحد ولكن كمية الفظاظة في معاني هذه المسميات كبيرة على الصعيد النفسي لأصحاب هذه الإعاقة لأنها لا تصف الإعاقة ولكنها في حقيقتها تعتبر وسمة على أصحابها.
الإعاقة البصرية: وللإعاقة البصرية أسماء عديدة منها مثلا "أعمى, أعمش, ضرير"  ولا أعترض هنا على مسمى أعمى لأنه يعتبر المسمى اللغوي في لغتنا العربية.

وبعد أن عرضت بعض من هذه  المسميات هل هذه المسميات تصلح لوصف هذه الإعاقات؟  لماذا نصر على إستخدامها في حياتنا وكلامنا؟ هل فهمنا ولو للحظة أو توقفنا عند كل تعبير منها وتسائلنا للحظات ما واقعها على صاحبها؟
لماذا لا نستبدل تلك المسميات العنصرية بمسميات ذات واقع نفسي أقل وطأ على أصحاب هذه الإعاقات فمثلا:
الأعمى: كفيف. الأطرش: أصم. القعيد: ذي إعاقة حركية. العبيط: ذي إعاقة عقلية.
نحتاج لأن تكن هذه المسميات هي وصف لإعاقة الشخص وليست سبة أو وثمة عار عليه لأنه هو ليس له دخل بها ويجب أن نتفهم طبيعة كل إعاقة وما هو المفترض في أن نسميها وعن تسمية ذوي الإعاقة عموما بدون تصنيف فحدث ولا حرج عن المسميات.
أتمنى أن نغير مفهومنا عن الإعاقات المختلفة وأتمنى أن ننتقي ألفاظنا أثناء التحدث عن هذه الإعاقات حتى لا نكن سببا في جرح الآخرين بدون قصد وأتمنى أن تندثر بعض المسميات التي هي في واقعها تحمل معنى سيئ وقبيح عن الإعاقات في الواقع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: