تحية لمن تكافحن في صمت:


اليوم العالمي للمرأة من المؤكد أن هناك من تكافحن في صمت بدون أن يذكرهم أحد إنهن النساء من ذوات الإعاقة نساء لا يعلم عنهن أحد أي شيء ولا يذكرهن أحد في أي شيء فكونهن نساء فلديهن تحديات وكونهن ذوات إعاقة فتحدياتهن أكبر وأعظم وأعباء إعاقتهن أكثر جسامة وأصعب فهن لم يخترن أن أن تكون لديهن إعاقة وبالعكس فهن صامدات مكافحات في صمت بدون أن يعلم عنهن أحد.

تحديات الإعاقة في حد ذاتها تفرض العديد والعديد من القيود عليهن بداية من نظرة المجتمع الصغير حتى الشارع وذاك المجتمع الكبير فمنهن من يراهن المجتمع بأنهن غير ذات قيمة ومنهن من يراهن المجتمع بأنهن مباحات فكثير من حوادث الإغتصاب لهن تحدث وبشكل ملحوظ بدعوى أنهن لا تدرين شيء على الإطلاق أو لأنهن في كافة الأحوال لم يصدقنهن أحد فكم من جرائم اعتدائات جنسية حدثت وتحدث وينشر عنها لفتيات ذات إعاقة على مختلف الإعاقات وليس هنالك ما يضمن لهن حقوقهن حتى تلك القوانين لا زالت ضعيفة في إتيان الحق لتلك الفتيات.

نظرة مجتمعية قاتمة
الفتاة من ذوي الإعاقة تجد نفسها أمام نظرة مجتمعية سلبية فليس لها الحق أن تكون كغيرها وليس لها الحق في أن تعيش حياة طبيعية لأنها بجانب أنها أنثى فهي موصومة بإعاقتها وقد يعتبرها البعض بأنها كم مهمل ليس لها الحق في أن تكون أما أو تكون أسرة ناجحة كبقية أقرانها لأنها فقط ذات إعاقة, ليس لديها الحق في اختيار شريك لحياتها إن فرض أن تقدم لها شخصا من الأساس فلأنها ذات إعاقة يعتبرها المجتمع بأنها غير مؤهلة بأن تكون مسؤولة عن أسرة أو حتى تكون أم لأبناء أو على الأقل شريكة حياة.

أمهات لأبناء ذوي إعاقة:
أما عن الأمهات لأبناء ذوي إعاقة فهن من يعانين في صمت مطبق لنظرة مجتمع قاسية لأبنائها أو لأعباء إضافية تفرضها عليهن إعاقة أبنائها فكم من أم تعبت وربت وجعلت من أبنائها من ذوي الإعاقة أشخاصا قادرين ومستقلين ويستطيعوا مواجهة الحياة بكل همة وحماسة ليس لأنهم أشخاص خارقين للعادة ولكن لأن هنالك أم قررت الكفاح في صمت وبمنتهى الإخلاص دون تذمر أو شكوى أو حتى قنوط لأنهن أخترن لأبنائهن حياة سوية كاملة أسوة بالآخرين والأمثلة عديدة.

أمي من آمنت بحقيقة وواقع إختلافي:
كانت أمي سندي الأول في الحياة وهي التي بذلت من أجلي الكثير والكثير تحملت ما لا تستطع أن تتحمله غيرها وفعلت من أجلي الكثير والكثير يكفيني أنها عاملتني كأي أخ, ربتني على أن أتحمل مسؤولية نفسي لم تجعل مني شخصا اتكاليا أو ضعيفا أنتظر مساعدة الغير لي لأن لدي إعاقة.

في اليوم العالمي للإعاقة تحية تقدير وإعزاز وفخر للنساء ذوات الإعاقة على مكافحتهن في صمت ومواجهة العالم بتحدياته وقيوده المفروضة عليهن, إلى كل أم لديها ابن ذي إعاقة أنحني إليكن تقديرا وإعزازا على كل ما تبذلونه من جهد فأنتن من تستطعن تغيير حياة أبنائكم من ذوي الإعاقة إلى الأفضل فكن السند والشريك والقلب العاطي والمحب والمتقبل للاختلاف والعمل على أن يكون اختلاف ابنائكم أمرا عاديا فأنتن من تصنعن من أبنائكم أشخاصا ناجحين مستقلين واثقين في أنفسهم.

إليكن ألف تحية تقدير وإعزاز وإحترام لأنكن تستحقن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: