فهم الألغاز من حوار المايكروباص



رحلتي المعتادة من بعد خروجي من العمل تبدأ بصوت ينادي من أمام باب الجامعة "مجمع مجمع مجمع" ركبت الميكروباص وغلق الباب وبدأ الميكروباص يتحرك قال السائق "الأجرة يا حضرات" قالت سيدة "كم يا أسطى" قال السائق "جنيه يا استاذة" قالت السيدة "ليه جنيه ما هي بنص جنيه" قال السائق "شكلك مش عايشة معانا يا استاذة في البلد الواحد بيطلع عينه قدام البنزينات على شان يفول العربية وفي الآخر بيجيب السولار سوق سوداء تعالي قولي للتاجر ميدنيش الصفيحة بخمسين جنيه وهي ثمنها في البنزينة ثلاثين بس وأنا ارجع الأجرة بنص جنيه" الصفيحة لمن لا يعرفون هو ما يحمله الجركن الكبير من ألتار وعددها عشرين لتر.
نعود لما دار من حوار بينهما قالت السيدة "طيب ومفيش حل للأزمة السودة دي يعني ولا ايه السائق: حل مين بس يا أستاذة في ناس مستفيدة من الأزمة دي وناس كبيرة وعلى أعلى مستوى" سكتت السيدة ولكن هل أسكت بالطبع لا فتدخلت مع السائق في الحوار وخصوصا أني أركب بجواره فقلت له "تقصد يعني الفلول ولا ايه. السائق: فلول مين بس يا عم الشيخ هي البلد دي حد عارف لها فلول من أخوان على فكرة في ناس من الأخوان من ضمن الناس الي بتتاجر في البنزين والسولار وكمان أنابيب البوتوجاز سوق سوداء. أنا: بتتكلم بجد. السائق: شكلك مش عايش معانا ولا ايه يا مولانا الموضوع دا معروف وفي ناس كمان من التموين بيوصل لها فلوسها من الحصص المهربة طيب خد دي ساعة ما كان الرئيس هنا على شان يخلونا منتكلمش على الأزمة والناس المشتركين فيها في ظرف ساعة بالضبط طلع بنزين وسولار ملوا بيه البنزينات من فين دا على شان تروح اللواري أسيوط وترجع محملة عاوزة على الأقل يوم كان فين دا كله ولا حتروح ليه بعيد تعالى اجيب لك الكمية الي أنت عاوزها بس ثمنها مرة ونص من سعرها الحقيقي  والسواقين كلهم عارفين دا ولما حبينا نتكلم أنضحك علينا بشوية بنزين وسولار في البنزينات يوم زيارة الرئيس وخلصوا في يومين المهم أنه لما يجي تكون الدنيا زي الفل يا عم الشيخ محدش حاسس بحد أنا عن نفسي مش عاوز أغلي أجرة أساسا ولا حابب الموضوع دا بس ما باليد حيلة لما حتى جراكن الزيت بقيت بمبلغ وقدره مش بقول لكم مش عايشين معنا خالص. أنا: ايه رأيك في الثورة هي السبب يعني للحال المايل الي وصلنا له. السائق: ابقى غلطان لو قلت كدة الثورة دي يا عم الشيخ أكتر حاجة اتعملت على شان تفيد الناس وخصوصا الناس المطحونة بس بعيد عنك في ناس عاوزة تستفيد وتعوض الي شافته في السجن على حساب الشعب ومسير الثورة دي تنجح وتجيب الحق لكل الناس والأيام حتثبت لك صحة كلامي وربنا يزيح عنا الناس الطماعة في كل حاجة واصبر على جارك السو ليرحل لتجيله مصيبة تاخده. أنا: ربنا يولي من يصلح" وهنا قال السائق "الآخر يا حضرات".
ولكن استوقفني هذا الحوار ليس لمعلوماته التي اعرفها بشكل كامل ولكن لما فيه من فكر الناس البسيطة عن الثورة وسرقتها وما فيه من غل الناس وأنهم طفح بهم الكيل لدرجة لا يتخيلها أحد نظرا لما يعانوه في حتى العمل الحر فكل منا لديه ما يجعله ناقم وساخط على نظام الحكم الحالي نظرا لما يحمله من كميات فساد زادت جدا ولا تكن الشماعة في النهاية على الفلول فقط بل هناك من يريد تحقيق مكاسب شخصية له من من هم محسوبين تباعيتهم للنظام الحالي وللتوضيح فقط هذا معروف جدا ولكن كما كان في السابق هل نعادي ابن الحزب الوطني مع تغيير كلمة الوطني فقط للحرية والعدالة او الإخوان.
كلمات استوقفتني من هذا الحوار القصير وهو أن العقليات بدأت تقتنع بالثورة ولكن هناك من يحاول إفسادها أمامهم سواء بالتصريحات او حتى الأفعال.
وفي النهاية.
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. الثورة مستمرة على الفساد والظلم والقهر. شمس الحرية ستشرق من جديد الغد لنا وثورتنا مستمرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: