هل هذه حساسية؟



حينما تستخدم تعبير ما أيا ما كان هذا التعبير الذي يدل على الإعاقة في الإسقاط على أي شيء سلبي أو تستخدم تلك التعبيرات في مزحة أو طرفة أو تعتبر هذه الكلمات بالنسبة لك كلمات دارجة وشائعة وتستخدمها بلا مبالاة منك وبدون مراعاة لمشاعر أصحاب هذه الإعاقات أيا ما كانت إعاقاتهم بل وعلى العكس تماما حينما يعترض أحد على ما تقوله بهذه الطريقة تتهمه بالحساسية لماذا؟
لأنك ترى أنه من المفترض أن يتقبل ذوي الإعاقة ما تقوله أو أنهم ليس من حقهم الإعتراض على تلك التعبيرات أو الجمل الإعتراضية أو أنهم ذوي حساسية مفرطة يجب أن يتخلو عنها.
هنا أحب أن أقول لك لماذا لا تكن أنت مراعيا لشعور الآخرين؟
للأسف وجدت البعض يبرر إستخدام تلك التعبيرات والجمل الإعتراضية والإسقاطات بشكل عادي جدا وحينما أبدي إستنكاري على هذه الكلمات والتعبيرات والإسقاطات والجمل الإعتراضية أعتبر البعض أنها حساسية مفرطة يجب أن أتخلى عنها أو كما قال أحدهم "طنش على شان تعرف تعيش حياتك بيسر".
ألم تتوقف للحظة أمام هذه الكلمات التي تستخدمها أو تسقط بها وتضع نفسك مكان أصحابها وبعيدا قليلا عن هذه النقطة تحديدا لماذا تطالبني أنا أن أتخلى عن حساسيتي في تلك المواقف؟
لماذا لا نتفهم مشاعر الآخرين أو أننا نحاول أن نضع أنفسنا مكان من نتحدث عنهم بهذه الصورة السيئة أو السلبية؟
بل على العكس تماما تطلب مني أن أتحمل أنا تبعات ما تقول وبصدر رحب وإلا أكون أنا في هذه الحالة شخص حساس زيادة عن اللزوم أو أعطي المشكلة أكبر من حجمها أو أني شخص غير منفتح على المجتمع هل يعني إنفتاحي على المجتمع أني أغض الطرف عن ما هو يسيء لي؟
بالتأكيد لا فمن أهم المبادئ الإنسانية أن يحترم الإنسان مشاعر الآخرين أو على الأقل كما تطالبني أنا بأن ألغي حساسيتي راعي مشاعري وإختلافي عنك ليس صعبا أن ترقى بكلماتك عن ما هو يسيء لغيرك سواء بالقول أو الفعل أو حتى الإيحاء وقبل أن تطالبني أن أكون منخرطا في المجتمع عليك أولا أن تتقبلني فيه وتراعي إختلافي الواضح عنك بسبب إعاقتي فمن الظلم أن تكون مستخدما تعبيرات تسيء لي ولإختلافي هذا  وتطالبني أن أكون شخص مندمج في المجتمع حتى لو كنت كذلك دعونا نرى أولا الجانب النفسي في تلك القضية تحديدا.
أليس من المنطقي أن أتأثر نفسيا بما تقوله عني وبما تستخدمه من تعبيرات قد تكون لك عادية ومألوفة لديك وهي تجرحني في الأساس أليس من الطبيعي حتى على الأقل أن أتأثر ولو للحظات وأشعر بالضيق مما تقول وفي هذه الحالة تنظر لي أنت على أني شخص حساس كيف يعقل هذا؟ هل فكرت للحظات في شعوري تجاه ما تقوله أنت؟ بالطبع لا لأنك وببساطة شديدة لو فعلت ذلك كله أتحداك أن تستخدم تلك التعبيرات ولو حتى على سبيل الخطأ أو النسيان لأنك ستتذكر لحظتها أن هناك من يرفض هذا جملة وتفصيلا.
دعونا نحترم مشاعر الآخرين أولا ونراعي الإختلاف فيما بيننا قبل ما أكون أنا مطالب بأن أكون شخص حساس.
ثانيا وعلى وعلى الجانب الإجتماعي:
لو توقفنا مثلا عند أسرة لديها شخص من ذوي الإعاقة وكان هناك تعليق ما سلبي أو إسقاط أو حتى مزحة ما هي نظرتهم لهذا الابن الذي يعيش بينهم أو بعيدا عن الأسرة في العلاقات الإجتماعية نفسها والشخص ذي الإعاقة نفسها وأنت تستخدم إسقاطات على إعاقته أو أنك تكون ساخرا بها على موقف ما هل تتوقع أنه سيحترمك بعد ذلك أو أنه  متوقع أنه يمكن أن يتعامل معك بشكل عادي وطبيعي وهو يرى ويسمع منك تلك الكلمات.
ثالثا وعلى الجانب الإنساني.
فكل منا لديه شيء ما لا يحب أن يستخدمه الآخرين في الحديث سواء بشكل جاد أو على سبيل المزاح وأنا إنسان لا أحب ذلك مثلك.
في النهاية دعونا نرتقي بكلماتنا وحروفنا عن ما قد يسبب حالة من الإستياء لدى الآخرين فكل منا لديه شيء ما يختلف عن الآخر ولا يحب أن يكون هذا الإختلاف مجالا للحديث عنه ولا تكن كلماتنا أساس لإظهار تلك الإختلافات بشكل سلبي دعونا نظهر تلك الإختلافات فيما هو إيجابي حتى تكون دافعا لأصحابها على مواصلة الحياة ولا تكن سبب سخطهم عليها وكرها لها ولإختلافاتهم هذا ليس مستحيل.
دعونا نغير ثقافتنا المغلوطة بأيدينا نحن.

هذه وجهة نظر شخصية ولا تمثل أحد على الإطلاق سواي.......  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: