كواليس زيارة الرئيس



       الرئيس في سوهاج:
اليوم كانت زيارة الرئيس محمد مرسي لمحافظتي سوهاج بالطبع بعيدا عن التجميل الخرافي للمحافظة سألقي الضوء على ما حدث خلال هذا اليوم من بدايته وكما تابعته بنفسي.
كالعادة عند زيارة أي مسؤول تبدأ الترتيبات الأمنية المشددة جدا وكانت الترتيبات الأمنية حسب ما كان معد ومخطط  فإن الموكب الرئاسي سيمر بالكبري العلوي الجديد بما يعني أنه لم يتم إغلاق كبري أخميم وهذا ما حدث فقد تم إغلاقه لحركة السيارات وقد سمح للمارة أن تعبر عليه ولكن للضرورة فقط وبعد تفتيش.
وصل الرئيس وذهب لمدينة حي الكوثر والمدينة الصناعية لإفتتاح عدد من المباني هناك وقام بعقد إجتماعات في مركز المعلومات بحي الكوثر.
والتي تقع خارج مدينة سوهاج وكان من ضمن الزيارة حفل تسليم عقود شقق في إسكان الشباب وتم ذلك ولكن ما كان غريبا أنه هذا الحفل لم يذع مطلقا على وسائل الإعلام نهائيا ولا كعادة زيارة أي رئيس كان يبث موكب الرئيس أثناء ذهابه لأي مكان وهذا ما أدعاني لأن أتابع ما يحدث وبنفسي وكان من الصعب بل ومن المستحيل الذهاب لمدينة حي الكوثر حيث منع وصول جميع أنواع المركبات أليها ومن سمح لهم بالدخول تم توفير حافلات تنقلهم ومن مكان معين وكنت أعلم أنه سيقام مؤتمر جماهيري للرئيس بالإستاد الرياضي
ومع عدم وجود مواصلات فقد قررت الذهاب مشيا لعله يسمح لي بالدخول وحضور المؤتمر وقد عرفت مصادفة أنه كانت هناك زيارة للرئيس للجامعة ولكنها تأجلت لدواعي أمنية "ويقال أنه نتيجة إعتراض الأساتذة والطلاب على وجود الرئيس اصلا في سوهاج" وأرجح المكتوب بين الأقواس نظرا للأحداث القادمة.
إنطلقت أتمشى على الكورنيش الجديد لحين قرب موعد اللقاء الجماهيري.
وأثناء الساعات الأولى فقد إحتشد سائقي الميكروباصات وقاموا بتنظيم مظاهرات إحتجاجية عارمة بسبب ما يعانوه من نقص شديد في السولار والبنزين ومن هنا كانت الشرارة الأولى لإشتعال الإحتجاجات في المحافظة والإحتكاك مع قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري التي كانت لا تعد ولا تحصى في سوهاج ولم أشاهد كميات من الحراسات لتأمين مبارك نفسه بهذا العدد وخصوصا أن مدينة سوهاج مدينة صغيرة من السهل السيطرة عليها أمنيا.
وخلال أقل من ساعة تم توفير كميات من البنزين والسولار وهذا جعل لدي سؤال أين كانت تلك الكميات؟
عموما لن أشغل بالي بهذه النقطة تحديدا أعود للتغطية.
كانت هناك مجموعات شبابية تتجمع وبكثرة وبأعداد كبيرة ومعظمهم ما بين أعرفهم وما بين أنهم يعرفوني وإنطلقنا نحو الإستاد الرياضي المقرر وجود اللقاء الجماهيري فيه بعد قليل ولكن منعنا من الدخول نظرا لأننا لا نحمل دعاوي الحرية والعدالة ولا نمتلك كرنيهاتهم.
مع تصاعد الإحتجاجات قررت أن أنسحب بعيدا قليلا وأتابع الأحداث فقد إبتعد الشباب قليلا ووصل عدد كبير جدا من الإخوان لحماية الإستاد وتمت الإشتباكات هنا وبعد دقائق تم السيطرة عليها بإلقاء الغاز المسيل للدموع "وكانت أول مرة أشم غاز مسيل للدموع في سوهاج" وبعد مرور وقت طويل  وصل موكب الرئيس وتم إدخاله من الباب الخلفي للإستاد بعيدا عن المشاكل الموجودة في الباب الأمامي.
بدأ تجمعات الشباب في الزيادة وحاولوا الدخول وبلا جدوى وحاولت التصوير ولكن منعت وكاد أن يتم مصادرة هاتفي المحمول.
وبعد منع الشباب قام الشباب بإقتحام الإستاد عنوة وهنا بدأت الإشتباكات الطاحنة التي على إثرها أصيب العشرات من الشباب الغاضبين وما زاد الأمر إشتعالا هجوم شباب الإخوان وحازمون على المتجمعين ما أدى لإقتحام الإستاد.
وعلى إثر ما حدث فقد تم إلغاء باقي المؤتمر الجماهيري وبعض الزيارات التي كانت من المفترض أن يقوم بها الرئيس لبعض الأماكن مثل ديوان عام المحافظة وإفتتاح بعض المنشأات الجديدة وإنتهت الزيارة بشكل سريع عكس ما كان معدا لها.
 وقد أدى ذلك كله لحالة من الإحتقان الكبيرة والإنقسام بين شباب سوهاج وقد ولد العديد والعديد من النزاعات وحدث شقاق كبير وحالة من العدوانية في الشارع السوهاجي نتيجة لزيارة الرئيس والعنف المفرط من الأمن وشباب الإخوان.

هذا من خلال متابعتي للأحداث وبشكل شخصي جدا  


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: