من حقي أقرأ:



    من حقي أقرأ:
أكتب هذه السطور لعلها تأتي بصدى لها أو تجد على الأقل من يهتم بها ويستطيع تحقيق ما تحويه يوما ما.
يقام في هذه الأيام معرض الكتاب والذي تباع فيه الكتب من جميع دور النشر على مختلف مسمياتها للجمهور ولكن دور النشر والقائمين على المعرض في دولتنا للأسف يشتركان في تجاهل فئتي وهذه حقيقة مؤسفة يتجاهلون أنه في بلدي مكفوفين لهم الحق أن يقرأوا مثلنا مثل المبصرين وهذا بالطبع يتطلب توفير الكتب إما مطبوعة بطريقة برايل أو نسخ إلكترونية تتيح للمكفوفين قراءتها أو على الأقل يتيحوها مسموعة كأضعف الإيمان للأسف الشديد دور النشر تتعمد في الواقع أنها لا توفر الكتب على هذه البدائل لفئة في المجتمع المصري ليست بالقليلة عددا أو حتى إعمالا لمبدأ ضمان حق القراءة لكل من يريد وبكافة السبل التي تهيئ للكل وبالمساواة مع الجميع ضمان هذا الحق.
أعلم جيدا أن طريقة برايل مكلفة جدا ولكن لماذا لا توفر الكتب بنص إلكتروني أو مسموع ويكون هنالك جناح مخصص لهذه النوعية من الكتب؟
السبب يا سادة أنه لا يعترف أحد في بلدي أنه يوجد فيها مكفوفين يحق لهم أن يتمتعوا بحق القراءة والمعرفة أسوة بأقرانهم المبصرين.
هذه ثقافة مجتمعية للأسف ترى أنه ليس هنالك مكفوفين وإن كان يوجد بالفعل مكفوفين فهؤولاء المكفوفين ليس لهم الحق في أي شيء على الإطلاق وأننا فئة غير مستهدفة سواء على الصعيد الربحي أو حتى على صعيد المعرفة فئة ليس لها أية ميسرات للحصول على المعلومة أو الإستفادة مما يقدم لعموم الناس.
في المعارض الخاصة بالكتب في كثيرا من دول العالم يوجد جناح مخصص للمكفوفين وبكافة العناصر التي تتاح بها الكتب وفي الحقيقة يكون معروض بها نفس الكتب التي تباع للمبصرين.
كيف في بلد يقارب عدد المكفوفين فيها نحو ثلاثة مليون كفيف يكون تجاهلنا على هذا النحو الكبير من حق أصيل لنا وهو حق القراءة والمعرفة وبالطريقة التي تتناسب معنا.
أعلم جيدا أننا لسنا على الخريطة من أشياء كثيرة وأننا لسنا في الحسبان على الإطلاق من أي شيء أعلم جيدا أنه لا يعتبرونا موجودين أو في دائرة إهتمامات الكثيرين وأعلم أيضا أننا في الواقع مستبعدين من كل شيء وبشكل متعمد وواضح ليس لأي سبب سوى أنه نظرة المجتمع لنا كمكفوفين أننا فئة على الهامش إن وجد هذا الهامش من الأساس وهذا الهامش ليس فقط في هذا الموضوع ولكن في جميع ما يتعلق بحياتنا التي لا يعترف الكثيرين بأننا نحياها معهم بصراحة وبوضوح.
حتى إذا نظرنا لواقع دور النشر جميعا خارج هذا الإطار عموما فهي لا توفر ما تطبعه لفئة المكفوفين ولا أقول أنها توفره بشكل مجاني أو أقل من سعره ولكن تقوم بإتاحته بهذه السبل وتبيعه بنفس سعر ما يباع من الكتب المطبوعة وليس عندي إعتراض مطلقا على هذا.
إلى متى يتم إهمال حق فئة في المعرفة والقراءة إلى متى يتم تجاهلنا إلى متى لا يعترف بتواجدنا في المجتمع إلى متى ينتهي النظر لنا على أننا ليس لنا قيمة ؟؟؟؟؟
أسئلة ما أكثرها لدي تحتاج لما هو أكثر من مجرد سطور لكي تجيب عليها وعلى الرغم من هذا كله لا زلت متفائلا جدا بأنه سيأتي اليوم الذي أجد فيه جناح مخصص في معرض الكتاب للمكفوفين ويتاح بها الكتب لنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: