ويتهمون ذوي الإعاقة بالسلبية:



        ويتهمون ذوي الإعاقة بالسلبية:
يتهموننا بأننا سلبيين ويتهموننا أننا لا نحب المشاركة ويتهموننا أننا لا نريد المشاركة في الحياة الإجتماعية لماذا؟
كانت التساؤلات السابقة محل تفكير مني بفترة ليست بالقصيرة ربما لعدة شهور سابقة وكانت الإجابة في تتبعي للأخبار على مدار هذين اليومين عينة من الأخبار المتداولة.
المعاقين يثبتون تواجدهم في لجان الإستفتاء. معاق يزحف لكي يدلي بصوته في الإستفتاء. معاقة تصر على أن تدلي بصوتها في الإستفتاء. رئيس الجمهورية يقدم ضرير عليه في طابور الإستفتاء. كفيف يقف في طابور الإستفتاء كي يدلي بصوته. ذوي الإحتياجات الخاصة يتحدون الأصحاء في طوابير الإستفتاء. المعاقين يؤكدون أنهم متواجدين في الإستفتاء. ذوي الإحتياجات الخاصة يؤكدون أنهم لهم حق التصويت في الإستفتاء. المعاقين يقولون أننا متواجدين على الخريطة السياسية بمشاركتهم القوية في الإستفتاء. رئيس لجنة يخرج بنفسه لمعاقة لكي تدلي بصوتها أمامه في الإستفتاء.
هذه العناوين الصحفية التي تابعتها وغيرها الكثير على مدار يومي الإستفتاء على الدستور 14/15 يناير 2014.
حينما تصبح الإعاقة وذويها مادة خصبة لمتاجرة الإعلام حينما تصبح الإعاقة وذويها مادة خبرية ثمينة ومتداولة من جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وعبر الإنترنيت فلا عجب حينما نشاهد عدم مشاركة ما يقارب من 15 مليون ذي إعاقة والسبب أنه ينظر لنا على أننا مادة خصبة يمكن إستغلالها إعلاميا وبشكل مستفز ويدعوا للإشمئزاز يبدوا لنا ظاهر الخبر أنه شيء إيجابي ولكن ما تحويه الصور والتعليقات وصياغة الخبر ومضمونه أكثر من ذلك تحوي جميع تلك الأخبار على إبراز صور سلبية لذوي الإعاقة ولا تحترم خصوصية وتنوعات الإعاقة والأكثر من ذلك فهي تتفنن في إظهار مدى هو مشقة وقلة حيلة ذي الإعاقة وتجعله مادة للمتاجرات السياسية وما تفعله الصور هذه وتلك الأخبار لمتلقيها هي أن تنقل إحساس شفقة وعطف كل من يراها أو يقرأها إلا من رحم ربي.
في البداية فعليا هنالك مشقة وتعب تصاحب ذوي الإعاقة في الإدلاء بصوتهم وذلك يرجع ليس للإعاقة من الأساس بل يرجع لعدم ضمان سبل تيسيرية وإتاحة سليمة تضمن تسهيل تصويت ذوي الإعاقة وبمنتهى المرونة والبساطة وهذا يعتبر تقصيرا من الجهات المسؤولة على إعداد المقرات الإنتخابية كي تناسب ذوي الإعاقة وتتوائم مع طبيعة الإعاقات المختلفة وعدم وجود إرادة سياسية تكفل مشاركة ذوي الإعاقة بشكل يضمن تيسير التصويت فما معنى وجود مقرات إنتخابية في أدوار عليا ولا يسمح لذوي الإعاقة أن يكون لنا لجان في الدور الأسفل أو حتى يكون مخصص مقرات ذوي الإعاقة قريبة من سكننا لكي توفر الوقت والمجهود وهنا علينا أن نضع أكثر من علامة إستفهام ولكن بعيدا عن هذه النقطة الصورة لكم من زاوية ثانية مختلفة كثيرا.
لماذا إذن المشاركة والتفاعل وأنا أرى نفسي من خلال تعليقات الآخرين على تواجدي الذي من المفترض أنه حقي الطبيعي مثلي مثل أي مواطن آخر أني طائر مكسور الجناح يحتاج لشفقة وعطف وأحيانا دموع من يقرأ الخبر ويشاهد الصور حتى عندما يراني تكن تلك الصورة منطبعة بخياله وذاكرته فبدلا من أن أمارس حقي في التعبير عن رأيي ومشاركتي في مجتمعي بشكل إيجابي أرى نفسي وبإعاقتي التي ليس لي دخل بها مسارا للتشهير بي وفضحي إعلاميا وأندم على اليوم الذي أكون قد ظهرت فيه ولو للحظة وحدة ورآني الناس إذن لكم عالمكم ولي عالمي الذي يحترم خصوصيتي ويحافظ لي على صورتي ولا يتناولني بشكل مهين ولا يضعني في مجال من المتاجرة والمزايدة بي ولكم عالمكم الذي لم يحترم حتى حقي في أن أتواجد به معكم وتتعمدون فيه إيذائي نفسيا وإجتماعيا وإظهاري بما لا أحب أن أظهر به ولا أرغب في أن أكون مادتكم الخصبة التي تلعبون بها على عواطف ومشاعر الناس تجاهي.
لست يا سادة طائر مكسور الجناح أو حيوان مصاب يعاني من شدة الألم حتى تكون صوري بهذا القبح المتعمد أو تتضمنني أخباركم بهذا السوء والإهانة لي ولذاتي ولقيمتي كإنسان كان يود أن يشارككم في مجتمعكم الذي أعيش فيه كما تعيشون أنتم فيه وأرفض تماما أن ترونني هكذا لأني لست كما يصورني الإعلام لكم أما عن إعلامكم الذي يراني أني شخص يستباح كتابة الأخبار عنه وتصويره بهذه الصور فهو إعلام يبدع في إظهاري كشخص لا يستطيع العيش إلا بطريقة يحاول أن يضعني فيها أمامكم.
لسنا كائنات ضعيفة ولا منكسرة أو تخجل من نفسها ولكننا بشر لنا ما لكم وعلينا ما عليكم إن كنتم لا تستطيعون إحترامنا وإحترام مشاعرنا فضلا لا تعيرونا إهتمامكم قط وتركونا لحياتنا نحن يكفينا أن نعيش داخل أنفسنا بعيدا عنكم لأنكم تساهمون في إظهارنا بصور لا تليق بنا مطلقا.
نحن موجودين ومتعايشين مع أنفسنا ولا ننتظر من أحد أن يشفق علينا أو يرانا بنظرة عطف أو حتى نكون مجالا لتسويقكم الإعلامي.
إلى كل من يعمل بمجال الإعلام فضلا أخرجونا من دائرة أخباركم التي هي من العينة السابقة وتعاملوا معنا كأنسان وإنسان فقط.
في النهاية هذه هي الأجوبة على التساؤلات التي لم أكن أجد لها إجابة.
هذا هو رأيي الشخصي قد تتفقون أو تختلفون عليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: