عذرا أيها السادة ليس ذوي الإعاقة ملائكة وبركة بيوت:



كانت الإعاقة وذويها ولا تزال تتمتع فقط بنظرات وتعبيرات كلها مجرد نظرات إنسانية بحتة وكأننا فئة هذا هو ما يمكن فعله معنا فبين كلمات شفقة وتعبيرات مصمصة شفاه أو حديث بنبرة يملأها الشجن والحزن أو محاولات لمسح دموع لمجرد رؤية شخص ما من ذوي الإعاقة يصنع إنجازا كما يرى الآخرين في حين أنه كان لا يريد مثل هذه الأشياء ولكن لنرى الموضوع من زاوية عكسية من البداية.
مع تراثنا المجتمعي وثقافتنا التي تحتاج للتغيير على مدار عقود طويلة ينظر الجميع لذوي الإعاقة على مختلف الإعاقات أننا أشخاص ملائكة وبركة لمجرد أننا بنا إختلاف ما وحينما حاولوا تجديد هذه النظرة كان تجديدا معكوسا على هذه الموروثات فتحولت النظرة إلى نظرة أكثر إنسانية مليئة بشفقة علينا وتعاطفا معنا.
لم تنتهي تلك النظرة لأن الجميع يرى الإعاقة على أنها شيء يستحيل معها أن يكون الشخص سويا مثل الآخرين حتى مع أصعب أنواع الإعاقات.
لحظة واحدة أيها السادة.
هل سألتم أنفسكم عن رد فعلنا تجاه هذه النظرة التي تنظرون لنا بها؟
أنتم بهذه النظرة تروننا أشخاصا ليس لنا الحق في الحياة بشكل عادي وأسوة بكم وأننا ليس لنا الحق في المشاركة معكم في المجتمع والحياة العامة بشكل متساوي كأي شخص لديه إختلاف ما عنكم.
هل سألتم أنفسكم سؤالا لماذا ذوي الإعاقة غير متواجدين معكم والأنطواء والإنعزال عن المجتمع هو الواقع؟!
بالتأكيد يا سادة السبب الرئيسي هو نظرتكم هذه فكيف سأتعامل مع أناسا يرونني ضعيفا غير قادر على أن يعيش معكم حياته بشكل كامل وسبب إحساسنا بذلك رد فعل طبيعي لهذه النظرة التي تحسسنا فعليا بالضعف والعجز وقلة الحيلة في حين أننا لسنا كذلك لكن كيف يعقل أن يكون تعاملكم معنا لمجرد إعاقتنا هكذا.
هل سألتم أنفسكم ما هو شعورنا تجاه تلك النظرة؟
بالطبع لم تحاولوا لأنكم لو حاولتم لكنتم سعيتم لأن تكون نظرتكم لنا مختلفة تماما.
ما هي الإعاقة في الأساس؟
الإعاقة ببساطة هي إختلاف يتطلب التمكين والإتاحة والدمج التمكين أن يكون الأشخاص ذوي الإعاقة مشاركين وموجودين في المجتمع ليس للرعاية أو الكفالة أو لأننا في النهاية هذا هو قدرنا الذي ترونه قدر سيئ وأننا قانتين منه فتحاولون أن تخففوا من قنوطنا عليه كما يخيل لكم بكلمات أو همسات أو تعبيرات إنسانية مليئة بالمشاعر الفياضة الإنسانية وكأننا فعليا عاجزين وليس لنا باليد حيلة أو أننا بركة حياتنا ليس لها قيمة في الأساس أو أننا عبء لا يمكن أن تتحملوه أو نتحمله نحن حتى فتحاولوا مواساتنا بهذه النظرة.
أما عن الإتاحة فهي الأشياء التي تمكننا من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي وبدون حتى الإعتماد على الآخرين إلا في حالة الإحتياج لهذا فعليا وهذا لا يأتي إلا إذا أردناه نحن منكم ونادرا ما يحدث طالما أن تلك الأدوات والوسائل موجودة.
وماذا عن الدمج الدمج هو أن أكون شخص متواجد في كل نواحي الحياة أسوة بكم ولا ترونني برؤية تمييز أو عنصرية أو حتى شفقة أو إحساس بالإحسان وكلمات المواساة.
أيها السادة نحن بشر لنا ما لنا وعلينا ما علينا كل ما هنالك أننا لدينا إختلاف ما يحتاج فقط منكم أن تتقبلونا كما نحن وأننا أشخاص لنا حق المشاركة معكم في المجتمع ولا نعيش فيه على الهامش وأننا ليس لنا دور فاعل أو غير قادرين على مشاركتكم.
في النهاية قبل أن تلومونا نحن على عدم تواجدنا في المجتمع بشكل كامل وواضح لوموا أنفسكم أولا على ديق نظرتكم لنا وعدم إحترامكم لإختلافنا وعدم إقترابكم منا ومحاولة معرفتنا على حقيقتنا.
     دعوة لتغيير الثقافة عن الأشخاص ذوي الإعاقة....

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: