هل نحن ذوي إعاقة أم المجتمع هو المعيق:



    هل نحن ذوي إعاقة أم المجتمع هو المعيق:
مع إحتفال العالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة والذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام والذي جعلته هيئة الأمم المتحدة يوما خاصا لنا كذوي إعاقة للفت النظر حول قضايانا المختلفة وبعيدا عن كل شيء فقد طرحت السؤال الذي في العنوان لعلي أجد عليه إجابة في السطور القادمة.
في البداية أود التنويه على أن عدد ذوي الإعاقة في مصر يبلغ حوالي 12 مليون إلى 15 مليون شخص أعتقد أن الرقم يستحق أن يشار إليه ولكن في نفس السياق يظل نفس السؤال يراودني هل نحن ذوي إعاقة أم نعيش في مجتمع معيقا لنا؟
في المجتمعات الأخرى المعروفة لنا يعرفون الإعاقة على أنها البيئة الغير ملاءمة لكل الأشخاص على مدى إختلاف كل شخص بأية أنواع الإختلاف وماذا عنا نحن إذن فنحن نعرف الإعاقة على أنها هي الشيءالذي يمنع الشخص من القيام بأعماله الطبيعية نظرا لإعاقة جسدية أو ذهنية ما وبالطبع شتان بين هذين التعريفين فعند المجتمعات الأخرى لا ينظرون لتعريف الإعاقة للشخص نفسه ولكن ينظرون إلى مدى مواءمة البيئة بالكامل لتقبل الإختلاف وهذه البيئة كيف يجعلونها متوافقة مع متطلبات الشخص مهما كانت متطلباته أو إحتياجاته على كافة الأصعدة.
هنا يجب أن نتوقف قليلا ولننظر لما هو واقع عندنا بخصوص الإعاقة وذويها في مجتمعنا وإذا أردنا هذه الواقعية فلنبدء بعرض هذه الحقائق.
أولا: للإعاقة متطلبات وآليات يجب أن تتوفر وبشكل واضح حتى لا تكون البيئة معيقة لذوي الإعاقة وهنا الأمثلة عديدة وهي معروفة للجميع من تهيئة للمرافق العامة الخ.
ثانيا: لا توجد خطة صريحة وواضحة وإستراتيجية فاعلة للإعاقة تشمل دمج وتأهيل وتمكين وإتاحة كل شيء لذوي الإعاقة مما لا يجعل الإعاقة عبء على صاحبها وتجعل ذوي الإعاقة فئة قادرة على التفاعل والعمل والإنتاج.
ثالثا: إعادة النظر في الآليات المتبعة قديما وإحلالها وتجديدها وفق معطيات الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الموقع عليها والتي تم التصديق عليها في أبريل عام 2008 لتتحول الإعاقة من مجرد كفالة إلى حق وتمكين وإتاحة.
رابعا: المنظور الإجتماعي للإعاقة وذويها فينقصنا الكثير والكثير في ثقافتنا عن الإعاقة بل نحتاج إلى تعديل ثقافتنا بالكامل عن ذوي الإعاقة ولنكن واقعيين هذا يحتاج إلى تضافر الجهود من كافة المؤسسات سواء تعليمية إعلامية الخ لتناول هذا الجانب بشكل كامل.
خامسا: العمل على الإستفادة من طاقات ذوي الإعاقة المهدرة بسبب التهميش والإهمال للإعاقة وذويها ويؤسفني القول بأنه لم يحدث هذا إلا إذا كانت هنالك نية واضحة لفعله على كافة المستويات.
في النهاية هذه هي الإجابة على السؤال المطروح ليست الإعاقة هي المانع للشخص عن تحقيق ما يريد ولكن هنالك مجتمعا وبيئة معيقة للإنسان لكي يحقق ما يريد.
أفخر بأني من ذوي الإعاقة وكل عام وذوي الإعاقة مصرين على تحقيق أحلامهم ورغباتهم وطموحاتهم رغم الحواجز والعقبات والمصاعب تحية لكم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: