الشيخ حسني ما بين النظرة المجتمعية والقلش الرخيص:



الذي يتحدث عن أحد الأشخاص المكفوفين إنه فلم الكيتكات فكم رسخ هذا الفلم صورة مغلوطة تماما عن حياة المكفوفين وواقعنا الذي نعيشه وكم ساهم هذا الفلم في زيادة في النظرة المجتمعية السلبية عن المكفوفين وكيف جعل هذا الفلم من المكفوفين مسارا من السخرية أو عدم الإقتناع بأن الكفيف قادر على عمل أشياء قد لا يتوقعها الآخرين من الشخص الكفيف فقد تبدوا إما أنها مجرد طرفة ومزحة أو كما يقولون عنها هتشة كفيف أو بمعنى آخر صريح حالة من الكذب على الآخرين فحينما يرون الآخرين شخصا كفيفا يقوم بشيء ما يرونه مستبعد أن يقوم به الكفيف فتجد تلقائيا أول مسمى يخرجون به على هذا الشخص الكفيف "يا شيخ حسني".
ولم نكتفي بهذا فقط فحينما أقرأ عناوين ومانشتات الصحف أو حتى في مواقع التواصل الإجتماعي بسبب ما قد حدث في الحوار المجتمعي حول آثار سد النهضة تطل تلك الصحف وبعض الأشخاص على مواقع التواصل بتعليقات ساخرة تستخدم نسق أو فكرة عودة الشيخ حسني بل وتتطور الفكرة من مجرد عناوين رئيسية ومانشتات ساخرة مما حدث وتعليقات إلى إستخدامها في البرامج التلفزيونية المختلفة عن أن ما حدث هو نفس طريقة الشيخ حسني في فضح الحارة ولكن هذه المرة ليست فضيحة فقط لحارة بل هي فضيحة لدولة بالكامل وبعيدا عن الشق السياسي تماما الذي لا أحب أن أتحدث عنه أعود لما قد ساقته تلك الصحف والبرامج وحتى الأشخاص العاديين على شبكات التواصل الإجتماعي من كوميديا ساخرة تماما على المكفوفين عموما فكيف لا فقد وجدت تلك الصحف والبرامج والأشخاص مادة خصبة جدا اسمها السخرية بشكل يجعلني أنا كقارأ ومستمع أكره جدا ما يقولونه عني بإستخدام تلك الشخصية المسماة بالشيخ حسني فكم من كلمات ساخرة أصابت أصحابها بإحباط وكم من حروف ساهمت في تشويه الصورة وكم من أقلام ساعدت على نشر صورة سلبية تماما خارج الواقع وكم من تعليقات ساخرة أضرت بمن يستخدمون كمادة في هذه السخرية؟!
حينما نحاول كسر الحواجز وهزيمة الصعوبات وتحدي الظروف نجد من هم يقومون بإمساك معولا يستخدموه لإظهار صورة سلبية أو صورة غير حقيقية ومبالغ فيها حينما تستخدم السخرية في مجال آخر قد لا يدري بها الساخرون أنها تؤذي من هم مستخدمون في هذه السخرية حينما تقومون بتصدير صورة قمة في القبح والإستخفاف وإستخدامنا في ما تكتبوه أو تقولوه لا عجب إذن حينما أسمع كلام الآخرين عني بشكل قد يصيبني بالديق أو يجعلني أكره ما أفعله.
فبدلا من أن تساعدوني في تغيير النظرة المجتمعية المغلوطة أو الفكر السلبي الموجود عني ومحاولة تحسين آثار فكرية تحتاج لتعديل بالعكس تماما سواء عن قصد أو دون قصد أجدكم تستخدمون تلك الشخصية لمجرد إسقاط أو مزاح لو نظرنا قليلا وبهدوء في هذا الموضوع سنجد أنفسنا أمام حقيقة واحدة وثابتة وهي تعميق وزيادة في فكر المجتمع الخاطئ تماما عن المكفوفين فهل تكفون عن زيادة في إضافة رتوش على الصورة المخدوشة أساسا في المجتمع عنا؟ ولماذا لا تستخدمون طريقة أخرى في السخرية بعيدا عن التشويه بنا ومحاولة إظهارنا في صورة سلبية تماما في المجتمع أكثر ما هي سلبية؟
فكم من كلمات استخدمتموها بشكل عفوي زادت صورتنا قبحا في المجتمع وساعدت على تهميشنا وإقصائنا تماما من الحياة العامة وعدم مشاركتنا فيها بسبب تلك الكلمات التي خلفت رواسب فكرية ونظرات مجتمعية ليس لها أساس من الصحة ولا تمت للواقع بصلة.
كفاكم سخرية بنا ودعوا المجتمع يحاول ينسى قليلا شخصية الشيخ حسني وساعدونا على توجيه الفكر نحونا نحن المكفوفين بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي على هيئة كوميديا أو على هيئة مزحة صغيرة قد لا تلقوا لها بال ولكنها تساهم في خلق فكر إجتماعي غير صحيح بالمرة.
   هذه وجهة نظري المتواضعة تماما قد تتفقون معها أو تختلفون ولكني مصر عليها جدا.
تحياتي

تعليقات

  1. لا يملك قلمى الحبر الكافى لكى ينثر ما يريد ان يفيض به عقلى من كلمات لك لذلك سأكتفى بأن اقول ابداعك ليس له مثيل ....

    ردحذف
    الردود
    1. العفو على ايه بس اللهم أغفر لي ما لا يعلمون وإجعلني خيرا مما يظنون شكرا لحضرتك جدا على هذا الكلام الجميل تحياتي

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: