ليست سبة لي ولكني فخور بها:



عن تلك الكلمة التي تصفني وهي في حقيقتها الكثير يستخدمها في غير موضعها إما أنه يضعها في مجال ساخر أو مجال للنقد اللاذع كانت ولا تزال هذه الكلمة التي تعتبر صفة لي على الرغم من أنها تم تعديلها ولكن الكثير أيضا يستخدمها ليومنا هذا وكل ما تستخدم فيه يفضي في النهاية للتشويه بي من خلال ما تحمله من صفة في ثنايا حروفها.
وحينما يكون ما تستغل به هذه الصفة أو أنها توضع بين كلمتين أو مجموعة كلمات يكون في نهايته مؤدي لنتيجتين لا تتحمل ثالث وهما المعنى السلبي لها والمعنى الكوميدي أو ببساطة الإستخفاف بمن نتحدث عنه من خلال إستخدام هذه الصفة.
ومع ما يتضح لنا على الساحة فقد نجد أن الإستخدام الأمثل لهذه الصفة يجب أن يكون فقط للجانب الإيجابي لأن ما كان في الأسطر السابقة يوضح مدى الإستخدام السلبي لها وعندما ننظر للموضوع كله بنظرة شاملة فقد نجد مدى ما قد يقع من نتائج إستخدام هذه الصفة على الواقع الإجتماعي والنفسي والإنساني عموما فكم منا لو سمع عنه كلمة ما أو صفة فيه كم تزعجه أو حتى بعيدا عن إزعاجه يبدر للذهن السؤال المحير لماذا هذه الصفة تحديدا في التي تكلمت بها أو عنها؟
فقد كان ولا يزال لنا ما يحتاج أن يمحى من قاموس كلماتنا وخصوصا بعض الصفات التي لا قيمة لها في حياتنا سوى أنها تفضي في النهاية لتشويه صورة الآخرين الذين يحملون هذه الصفة أو أنها تضر بأصحابها حتى وإن إتفقنا أو إختلفنا في هذا الطرح ولكن في الحقيقة لا يشعر بهذا إلا صاحب الشأن فكيف يكون من المنطقي أو حتى من المعقول أن أرى الموضوع على أنه عادي أو أنه مجرد كلام عابر وغير مقصود به أي نوع من أنواع الإساءة أو أنه مقصود به فقط مزحة عابرة لا تكترث بها فهل يكون هذا منطق.
وليست هذه فقط هي المشكلة الوحيدة بل على العكس فلهذه الصفة مشكلات أخرى ومن  أهمها أنها تحوي بين طياتها ما يعرف لدينا بأشعار صاحبها بالضعف, عدم القدرة, كم مهمل, مهمش , عالة. لا يستحق الحياة أو فاقد الإحساس فيصبح إستخدامنا لهذه الصفة بناء على هذا كله مباح وإعتياديا طالما أن صاحب هذه الصفة لا يتكلم عن واقع إستخدامها عليه.
وبعيدا تماما عن واقع إستخدامها عليه فقد نلاحظ أنها اصبحت حالة متفشية تماما ومباحة وليس هناك ما يجعل لها ضوابط في إستخدامها سوى فقط الضمير الذي لا أتهمه في الحقيقة بأي سوء ولكن وفقا لمبررات ما يضعها الشخص لنفسه سواء قبل إستخدام هذه الصفة أو بعد حتى أن قام بإستخدامها فيصبح الضمير في هذه الحالة مرتاح جدا ولا يشعر بأي إزعاج مطلقا وهذا أكثر ما يأسف في هذا الجانب حقيقة.
فإن الشخص يرى أنه في تلك الحالة أو في ذاك الموقف هذه الكلمة هي التي تكون فقط لائقة في وصف هذا الموقف أو الحال ومما يدع حالة الإستغراب وعلامات الإستفهام زائدة هو أن اللغة تحتوي على أكثر وأكثر من مرادف لها يؤدي نفس المعنى أو أقوى أثناء توصيف الموقف المستخدم فيه هذه الصفة أو تخدم تلك المرادفات الموقف نفسه أكثر ولا تدع مجالا نهائيا لأن تستخدم مرة أخرى بل أصبحت هذه الصفة متاحة ومشاعة جدا لدرجة أن وصل حد إستخدامها كمسمى لصحيفة ما.
وبعيدا تماما عن ما تحتويه تلك الصحيفة من مواد أو أيدلوجيات فمن المأسف جدا أن يكون مسماها بهذه الصفة.
في الحقيقة أتحدث في هذا السياق عن كلمة معاق أو صفة معاق ومشتقاتها التي لا أعلم هل أصبحت متاحة ومشاعة لهذه الدرجة في مجتمعاتنا.
ما معنى كلمة معاق في الأساس؟
معاق: هي صفة تطلق على كل شخص لديه مانع ما يمنعه بالقيام ببعض الأعمال ويحتاج فيها لمساعدة الآخرين أو أنها تكن عائق له عن مواصلة حياته بشكل عادي وطبيعي ويحتاج لمن يقوم له بتلك الأعمال أو مساعدته فيها.
ولكي يكون الشخص قادر على القيام بأعماله بشكل يضمن له الإستقلالية الكاملة والتامة فهو في حاجة لتوفير بعض الإتاحات التي تمكنه من القيام بهذه الأعمال بشكل مستقل تماما بدون الإعتماد على أحد في حياته مطلقا.
وفي الحقيقة أيضا هناك فرق كبير ما بين الإعتراف بالإعاقة وجعلها وثما يستخدم لكي يقلل من شأن صاحب هذه الإعاقة.
لا تعتبر الإعاقة في حقيقتها عائق أمام صاحبها ولكن العائق الحقيقي هو الفكر الديق المحدود لنا عن الإعاقة وكيفية تذليلها عن طريق حق الإتاحة الكامل في جميع نواحي وجوانب الحياة بالكامل.
وعلى صعيد متصل فإن الإعاقة ليست سبة لي ولكني أفخر بها وهي الدافع لي على مواصلة حياتي وإثبات لذاتي وأني قادر على مواصلة حياتي بدون شيء يمنعني أو حاجز يوقفني, ولكن فلنستخدم كلمة إعاقة في مكانها الصحيح هي ومشتقاتها بعيدا عن ما قد يكون مجال لما قد تحتويه من معاني سلبية وديقة الأفق فلتكن كلمة إعاقة كلمة تبرز الجوانب الإيجابية ودعونا من الجوانب السلبية.
                      تحياتي............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: