تجربة حية كفيف يقيم مع مجموعة صم:

      تجربة حية كفيف يقيم مع مجموعة صم:
قيل قديما في السفر فوائد وقيل أيضا الي يعيش ياما يشوف والي يسافر يشوف أكتر ما بين الأمثال العربية والشعبية ما يؤكد أن هنالك فوائد عديدة من السفر ولكن ما قد احكيه هي فوائد تعلقت بي وتعلقت بها في سفريتي الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا لإمارة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 وأعطيها أيضا لقب مدينة ذوي الإعاقة العربية وبلا منازع.
وجهت لي دعوة للسفر لإمارة الشارقة يوم الخميس 22 يناير 2015 ولبيت الدعوة وفي الحقيقة كانت زيارة أكثر بهجة لي وتعلمت فيها الكثير والكثير لم أكن قلقا للحظة من أي شيء فهذه هي زيارتي الثانية بعد الزيارة الأولى في شهر مايو 2012 لحضور ملتقى المنال الإعاقة والإعلام الإجتماعي ولكن هذه الزيارة حملت العديد والعديد لي من الخبرات الشخصية والفوائد التي أكسبتني إياها هذه الزيارة.
الإقامة لمدة أسبوع بسكن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مع أصدقاء من الإعاقة السمعية (صم) والمشرف على السكن كان رفيق زيارتي السيد إمام والذي لا يسعني في الحقيقة أن أشكره جزيل الشكر في الوهلة الأولى استغربت المكان ودارت بذهني عدة تساؤلات عن طبيعة العلاقة التي ستجمعني مع أصدقائي الجدد الصم وفي حقيقة الأمر لاحظت أنهم أيضا لديهم حالة ما من الإستغراب لتواجدي معهم ولكن هذه الحالة لم تستمر سوى بضع ساعات وبدأت تتكون لدينا صداقة من نوع مختلف تماما وما زاد هذه الصداقة روعة هي أننا لم تمنعنا حواجز إعاقتنا من التواصل فتارة من خلال قراءتهم لما أقول من خلال شفاهي وتارة أخرى من خلال إستخدامي للغة الإشارة التي كدت أن أنساها وتارة أخرى من خلال مشرف السكن الصديق والأخ العزيز معايشة أكثر من رائعة بتفاصيل أروع أعتقد أنها ليست لي فقط ولكن لأصدقائي الصم فلقد أكتسبت آليات ووسائل وطرق عرفت من خلالها طبيعة الأشخاص من فئة أعتبرها ذات طبيعة حادة الذكاء ومهارات رائعة في كل شيء وفي الحقيقة أيضا كانت توقعاتي للوهلة الأولى أنني سوف أعيش أسبوعا من العزلة ولن أستطيع التواصل مع رفقاء الإقامة إلا إذا حضر المشرف بعد إنتهاء فترة عمله في الصباح وأثناء خروجه ولكن وبصراحة أفكاري تلاشت بعد أول تواصل بيني وبين أصدقائي الستة الجدد من خلال ملامسة أو تصافح تم بيننا ومع الوقت وجدت نفسي في وسط أخوة لا تربطني بينهم سوى علاقة أننا متشابهين في الإعاقة ومختلفين في نوعها ولا أخفيكم سرا أصدقائي كانوا أكثر روعة نخرج نصلي الفجر سويا في المسجد حاضر ولا أنكر حقيقة أنهم أكثر تفهما ومساعدة وعونا لي أثناء حركتي وتجوالي ذهابا وعودة ليس هذا وحسب ولكن في اليوم الرابع ذهبت لزيارة مدرسة الأمل بالمدينة الخاصة بالإعاقة السمعية وتعرفت عن قرب على آليات تعليم الصم يجدر الإشارة هنا إلى أن الصم يدرسون مناهج التعليم العام مثلهم مثل الطلاب الآخرين بالمدارس بالطبع عن طريق أدوات التعليم الذكي والتي هي مطبقة بجميع المدارس على مستوى الإمارات سبورة ذكية وإستخدام الإنترنيت في التعليم بالمدرسة تعرفت على طرق تدريس باستخدام التقنية الحديثة والتكنلوجيا وتفاعلية واسترجعت أيام ما كنت أدرس في الدراسات العليا بكلية التربية وتحديدا الدبلومة المهنية شعبة التربية الخاصة التي تعرفت فيها على آليات كانت هي الأساس ومع نقاشاتي مع أعضاء هيئة التدريس بالكلية بأن التقنيات الحديثة والتكنلوجيا هي السبيل الحقيقي والضمانة الفاعلة لتمكين ذوي الإعاقة على كافة الأصعدة وأعتبر هذا هو الحل الفعلي والأكثر واقعية إذا كنا نريد تعليما بل مجتمعا دامجا لذوي الإعاقة على كافة الأصعدة والمستويات أثناء تجولنا بفصول المدرسة لا أستطيع إلا أن أقول لم أكن مخطئ حينما أعتبرت أن التقنيات والتكنلوجيا الحديثة هي الحل الفاعل في التعليم لذوي الإعاقة دارت بيني وبين المدرسين والطلاب ومديرة المدرسة نقاشات عن طبيعة التدريس والتي لم أكن مندهشا لها وناقشوني الطلاب الصم في طبيعة عملي وتعرفوا أكثر عن كيفية تعامل الشخص الكفيف مع التكنلوجيا والتقنيات وبالطبع لم يفوت بعض من يقيمون معي أن يسألوني عن كيفية استخدامي للحاسب الخ وخصوصا أنهم يرونني وأنا أستخدمهم أمامهم في السكن فوجدوا الفرصة سانحة أني أجيب على علامات استفهام كانت لديهم أمام الجميع واستغلوا هذه الفرصة أحسن استغلال.
في الحقيقة لم تنتهي التجربة عند هذا الحد إلى لقاء آخر وحكايات عن زيارتي للشارقة.

تعليقات

  1. ما أروع رصدك للواقع يامحمد ..تجربة تستحق التوثيق..شكرا لك

    ردحذف
  2. ما أروع رصدك للواقع يامحمد ..تجربة تستحق التوثيق..شكرا لك

    ردحذف
  3. تدوينتك جمييييلة جدا وخصوصا مع الإعاقة السمعية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: