وكأن التدريس ليس من حق المدرسين المكفوفين:

واقع عمل المدرسين المكفوفين بمدرسة النور للمكفوفين بمحافظة سوهاج تبدأ تلك المشكلة بأن بالمدرسة مدرسين مكفوفين يعملون بها ومن حقهم الحصول على البعثة الداخلية للتربية الخاصة وعدد هؤولاء المدرسين   ست مدرسين ولهم الحق في  الترشيح للحصول على هذه البعثة ولكن ما حدث بعد وعود من الإدارة بترشيحهم للحصول على هذه البعثة كانت المفاجأة الكبرى حيث لم يتم ترشيحهم وتم ترشيح بديل عنهم مدرسين مبصرين يعملون بالمدرسة وكان ترشيح المدرسين المبصرين بناء على أنهم أبناء من يعملون بإدارة المدرسة وحينما خاطب المدرسين المكفوفين المسؤولين عن البعثة في القاهرة قالوا لهم أن الترشيحات تأتي فقط وفقا لما ترشحه المدرسة والأخطر في الموضوع أنه لو حصل المدرسين المبصرين على هذه البعثة فسيكون مصير المدرسين المكفوفين العاملين بمدرسة النور مصيرا حتمي وهو الإستبعاد تماما من المدرسة وفقا للقانون لأنهم هكذا سيكونون غير حاصلين على البعثة الداخلية زائد أنهم أيضا وفقا للقانون سيكونون مدرسين زائدي عن إحتياجات المدرسة ومن الغريب أيضا حتى يعمل هؤولاء المدرسين المبصرين بالمدرسة تم تقسيم الفصول لهم خصيصا لخلق فصول جديدة وجداول جديدة لهم حتى يتمكنوا من التدريس في المدرسة وأما عن المدرسين المكفوفين ففي حال حصول المدرسين المبصرين على البعثة سيتم توزيعهم على مدارس أخرى غير مدرسة النور للمكفوفين وبالتالي سيصبحون وبصراحة كاملة مدرسين بلا عمل نظرا لإعتبارات عديدة منها أن المدارس العادية المسؤولين فيها يرون أن تدريس الكفيف فيها أمرا صعبا جدا ولا يعطونهم جداول حصص للعمل مثلهم مثل المدرسين المبصرين.
أليس من الأنسب ومن المفترض أن من يدرس للمكفوفين مدرسين من المكفوفين أيضا لأنهم الأقدر على التدريس للكفيف من المدرس المبصر وأقرب للكفيف نفسه نظرا لأنهم مشتركين سويا في نفس الإعاقة.
أليس من المنطقي أن يكون المدرس الكفيف أن يعمل في مدرسة النور للمكفوفين وأن باقي التخصصات التي لا يوجد بها مكفوفين هي التي يستعان بمبصرين فيها.
أي منطقية التي تقول أن أناس قادرين على العمل وبسبب مبدأ التوريث أن يحرم المدرسين المكفوفين من عملهم داخل المدرسة ويصبحون بعد ذلك مدرسين أسما فقط في حال نقلهم خارج المدرسة لأنهم غير مؤهلين بهذه البعثة وأنهم زائدين عن حاجة المدرسة من مدرسين.
والكارثة الكبرى أنه الأسبوع القادم سيتم الإختبار لمن تم ترشيحهم للبعثة وحينها يستحيل تعديل الترشيح مرة أخرى لهؤولاء المدرسين.

أي عدل هذا الذي يحرم مدرسين من أن يحصلوا على البعثة الداخلية فقط لوجود أبناء من يعملون في المدرسة فقط علما أن المدرسين المكفوفين أقدم في العمل في المدرسة من المدرسين المبصرين.
مع أني أدين بالفضل لمدرسة النور للمكفوفين لأنها المدرسة التي تعلمت وتربيت فيها لمدة أحد عشرة عام ولكني أتساءل.
إلى متى تدار مدرسة النور للمكفوفين بمبدأ دولة داخل الدولة وإلى متى تدار إدارة التربية الخاصة عموما بنفس هذا المبدأ؟
هل سينتهي التهميش والتمييز من تفكيرنا ولحين إنتهائه هل نظل نعاني منه؟
متضامن وبالكامل مع حق المدرسين المكفوفين في الحصول على البعثة الداخلية ومعهم قلبا وقالبا ضد التمييز والتهميش الذي يتعرضون له.
وفي النهاية ليس لنا سوى الله للجوء له.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: