الكفيف المصري بين الواقع التعليمي والواقع العملي



           الكفيف في مصر بين التعليم والعمل:
في قراءة متأنية لواقع المكفوفين في التعليم والواقع الذي من المفترض أن ينتهي إليه هذا التعليم وهو ما يعرف بتأهيل أي شخص لسوق العمل سواء كان كفيف أو مبصر.
تبدأ رحلة التعليم للمكفوفين بنوعين من التعليم وهما التعليم العام الحكومي "مدارس النور" والتعليم الأزهري "المعاهد الأزهرية"
في في التعليم العام يدرس الكفيف ما يدرسه المبصر بشكل عادي ولكنه يدرس بإستخدام طريقة برايل في القراءة والكتابة بشكل متساوي في المقررات الدراسية حتى التعليم الثانوي العام فهنا يبدأ تحديد مجال الأدبي فقط في الثانوية العامة التي هي بها مجالين العلمي والأدبي كما نعلم جميعا.
ثم ينتقل الكفيف لمرحلة التعليم الجامعي التي لا يدرس فيها بالتالي المجال الأدبي أو ما يعرف بالكليات الأدبية فقط ولكن واقعيا يكون هذا التعليم الجامعي لكليات بعينها وليس كل الكليات الأدبية التي هي من المفترض أنها ضمن هذا المجال فأكتفي بذكر مثال واحد فقط من الكليات التي يمنع فيها الكفيف من الدراسة والإلتحاق بها مع أنها أدبية هي كلية التربية لأنه كما يقال عنها بها بعض الأشياء العملية أو لأحد الشروط المتعلقة بالقبول بكلية التربية وهو شرط سلامة الحواس!
ومن المعروف أن مثل هذا الشرط موضوع في الأساس لمن هم يعانون من عيوب في النطق واللغة ولكن هنا يتساوى الكفيف مع هذه الفئة التي أكن لها كل تقدير وإحترام لأني لا أرى في ذلك حرجا لهم.
وإذا نظرنا مثلا لأحد الكليات الأدبية التي هي متاحة للمكفوفين على سبيل المثال فبعض الجامعات في كلية الآداب لا تسمح للمكفوفين إلا بدراسة في اقسام محددة بها وليس جميع الأقسام علما بأن هذه الكلية أكادمية بالكامل وليس بها مواد عملية ويلاحظ هنا أن الدراسة للمكفوفين في الكليات الأدبية شكلا فقط ولكنه ليس فعلي بشكل كامل.
أما عن القسم الثاني للتعليم بالنسبة للمكفوفين هو التعليم الأزهري فهنا التعليم في الأزهر يعتمد على التعليم السمعي والشفهي في الأزهر الشريف فقط زائد أن التعليم الأزهري به مواد متعددة يحرم من دراستها للمكفوفين به مثل العلوم والرياضيات ...... الخ من العلوم الطبيعية والإكتفاء فقط بالعلوم الشرعية للمكفوفين فيه.
ثم يلتحق الكفيف بالتعليم الجامعي الأزهري وكلها في إطار العلوم الشرعية فقط مثل أصول الدين الشريعة والقانون ولا يدرس مثلا في كلية التربية بجامعة الأزهر  على سبيل المثال لا الحصر.
 أما عن ما يفترض أن تنتهي إليه مراحل التعليم وهو العمل فهنا ينحصر عمل المكفوفين بناء على شهاداتهم الجامعية إلا في مهنتين فقط وهما التدريس في المدارس أو أنه إمام لمسجد فقط.
بالطبع قمة الظلم والتعسف أن يضع الكفيف في هذين المجالين فقط ولا يستغل إمكانات وقدرات المكفوفين في مجالات أخرى وهذه المجالات الأخرى كثيرة ومتعددة ولكن تحتاج لتأهيل من نوع آخر وهو تأهيل لإستخدام التكنلوجيات الحديثة لمواكبة العصر فلو تم تأهيل المكفوفين مثلا على إستخدام الكمبيوتر وعلومه وهذا شيء ليس صعبا أو مكلف للدولة يفتح هذا التأهيل عدة مجالات للمكفوفين منها مثلا الأعمال الإدارية المكتبية مثل السكرتاريا او إدخال بينات أو خدمة العملاء أو الهندسة الصوتية والمنتاج الإذاعي والتلفزيوني وكل هذه الأعمال من خلال تأهيل المكفوفين على مجال واحد فقط وهو مجال الكمبيوتر وعلومه.
 ما ذكرته هو كأمثلة فقط وليس للحصر فهناك أعمال كثيرة ومتعددة جدا لمجال الكمبيوتر وعلومه للمكفوفين.
وبالعودة قليلا للتعليم بمدارس النور فلديا تسؤل:
لماذا لا يتم دمج المكفوفين في المدارس العادية مع زملاءهم من المبصرين طالما أن المناهج الدراسية نفسها لما؟ ولماذا لا لا يتحقق الدمج العام للمكفوفين في المدارس؟
بهذا نكن قد قمنا بتحقيق الهدف الأساسي وهو إنخراط المكفوفين في المجتمع والإنفتاح عليه بشكل كامل وواضح بل وكسرنا حاجز العزلة بين المكفوف والمجتمع العام من البداية وجعلنا المجتمع يتقبل المكفوفين وآلية تحقيق هذا ليس صعب يكون هذا بتعليم المكفوفين في سن الحضانة طريقة برايل ليقرأ ويكتب بها ويدخل المدرسة مثله مثل أقرانه في نفس المدرسة بل بهذا نكون قد قضينا على النظرة المجتمعية للمكفوفين الخاطئة وعدم تقبل المجتمع للمكفوفين.
ملحوظة: هذه وجهة نظري الخاصة بي التي آراها من خلال واقعي كشخص كفيف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: