تطلعات لواقع أفضل



تطلعات لواقع أفضل:
وبينما أنظر لواقع المكفوفين في مصر وبين الإحصائات الخاصة بتعليم المكفوفين في مصر وجدت على سبيل المثال أن عدد المكفوفين المتعلمين في الأزهر من إجمالي عدد المكفوفين المتعلمين نسبة تقارب 60% وبينما ما أعرفه عن حقيقة التعليم الأزهري للمكفوفين إكتشفت مصيبة كبرى وهي أن هذه النسبة التي تدرس في الأزهر الشريف متعلمين وأميين بالفعل وليست لغز أو إستهزاء.
الموضوع ببساطة هو أن هذه النسبة جاهلة القراءة والكتابة بطريقة برايل لأن التعليم الأزهري للمكفوفين تعليم يعتمد على التعليم عن طريق السمع وأن الأزهر الشريف لا يوجد به التعليم بطريقة برايل أساسا وهناك أيضا بعض العلوم التي لا يدرسها المكفوفين في الأزهر مثل العلوم والرياضيات لأنهم مكفوفين.
الغريب أن هؤولاء المكفوفين يحصلون على شهادات عليا بكالريوس وهم أميين بالفعل أو بشكل واقعي أمي متعلم ومن بينهم قد تجد أساتذة جامعات وذات مكانة علمية مرموقة وهم في الأساس أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.
فكرت كثيرا وطويلا في حل هذه الثغرة الرهيبة التي ما بين التعلم والحصول على الشهادات العليا وما بين الواقع المرير وهو أميتهم الفعلية على أرض الواقع والتي تظهر مثلا عندما يتعلم هؤولاء إستخدام الكمبيوتر والإنترنيت فتجد مثلا كتاباتهم تحمل طابع غريب الشكل مثلا: كلمات مثل "شكرا لكن" يكتبونها على النحو التالي "شكرن لاكن" كارثة حقيقية وظاهرة والأمثلة السابقة وجدتها بنفسي من بين مكفوفين أعرفهم على النحو الشخصي.
ما العمل وما الحل اليس هذا يعتبر أمية محققة على الرغم من مستوى تعليمي رفيع حاصلين عليه وليس ذنبهم أنهم تعلموا في الأزهر ولا ذنبهم أنهم لم يقرأوا تلك الكلمات أو كتبوها بأنفسهم ولو لمرة واحدة.
أتت لي فكرة من واقع حملات محو الأمية للكبار ومتسربي التعليم لماذا لا توجد في نفس الحملات حملة لمحو أمية المكفوفين الدارسين في الأزهر عن طريق تعلمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل وبشكل جادي أتمنى أن أرى هذه الحملة على أرض الواقع ومستعد للتطوع فيها لكي نقضي على أمية فئة ليست بالقليلة عددا.
أو أبسطها محو الأمية عن طريق الكمبيوتر وهو أن نعلمهم إستخدام الكمبيوتر ويقرأون من خلاله ويكتبون لأنه فعليا لو تعلم بالكمبيوتر أو تم توفير مناهج الأزهر كمواد إلكترونية فإنه سيتمكن حينها الكفيف الذي يتعلم في الأزهر أن يقرأ الكلمات حرف حرف ويكتب مثله مثل الطالب المبصر بحيث يتم التصويب والتصحيح له من قبل المعلمين بشكل عادي فإن لم نستطع توفير كتب بطريقة برايل في التعليم الأزهري لما لا من السهل توفيرها إلكترونيا ويتعلمون من خلال الكمبيوتر وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد وهو أننا محونا أمية المكفوفين بالأزهر الشريف زائد أننا تخلصنا من إستخدام المرافق في إمتحانات التعليم الأزهري من بدايته وحتى نهايته وبهذا يكون الطالب الكفيف سواء تعلم بطريقة برايل أو بالكمبيوتر مثله مثل الطالب المبصر فهو يقرأ ويكتب ويتم التصحيح له في الإمتحانات بناء على إجابته هو التي نسقها ورتبها بشكل كامل وتعامل في النهاية بما يتعامل به الآخرين في المدرسة والجامعة ويحصل على حقه في الدرجات التعليمية بشكل كامل وبمساواة واضحة.
ملحوظة: سواء الحل الأول وهو تعلم المكفوفين في الأزهر طريقة برايل أو الحل الثاني وهو تعلم المكفوفين في الأزهر الكمبيوتر فأنا متطوع لمحو هذه الأمية وبشكل كامل وعلى أتم الإستعداد لذلك من غدا فلا بد من المشاركة المجتمعية لحل هذه المشكلات والتي على رأسها محو الأمية.
أتمنى أن أجد لهذا الكلام صدى وإهتمام من القائمين على العمل المجتمعي ويتبنون هذه الحملة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: