الفئات الخاصة لسنا هكذا نسمى:

منذ مدة ليست بعيدة طرق على أذني مسمى وتوصيفا عجبت له ولسماعه ولم أكن أتخيل حتى أن يرد هذا التوصيف بشكل حقيقي ليس فقط لإندثاره بل لأنه توصيفا يعكس مدى التمييز والعنصرية حتى لمن يسمعه لأول مرة، وليس هذا وحسب بل لأنه توصيفا لا يحمل أية دلالة عن الموصوفين به على الإطلاق.

في توضيح معنى ودلالة أي مصطلح يمكن استخدامه لا بد وأن يكون دال على شيء أو على معنى يفهم من خلاله هذا المصطلح ولعل استخدام مصطلح فئات خاصة للدلالة على ذوي الإعاقة ما هو إلا خطأ وخطأ واضح تماما ويرجع هذا إلى أنه ليس هنالك أدنى علاقة لا من قريب أو بعيد لهذا التوصيف بالموصف به، وبشكل أكثر وضوحا فليست هنالك دلالة واضحة أو حتى قريبة لمسمى الفئات الخاصة الذي يطلق مجازا للتعبير عن ذوي الإعاقة لا لغويا ولا حتى دلاليا أو تربويا وحقوقيا.

أزمتنا في التوصيفات والمسميات والمصطلحات في ملف ذوي الإعاقة ليست فقط أزمة ما يقال ولكن ما الذي تدل عليه هذه المسميات ومدى تأثيرها على نفوس أصحابها في المقام الأول وتبعات ذلك علينا سواء اجتماعيا أو نفسيا وحتى تعاطي الآخرين معنا في ضوء هذه المسميات وتلك.

ألا يمكننا الإعتراف بأن الإعاقة أمرا واقعا ولا يمكن تزييفه وتجميله تجميلا يقبح الصورة، ألا يمكن أن نعتبر الإعاقة اختلاف طبيعي بين البشر يستحيل إنكاره أو التنصل منه كما يفعل البعض، ولعل أكثر ما أصابني بالدهشة هو أن مصطلح الفئات الخاصة يطلق هكذا على برامج تعليمية كاملة ببعض الجامعات وكأنه لا يعي البعض ممن يروجون له أنه هناك مسمى واضح معترف به دستورا وقانونا وحتى على المستوى الدولي يسمى ذوي الإعاقة، وكأنه ليس هنالك كلية تحمل اسم كلية علوم ذوي الإعاقة لأن هذا المسمى هو الحقيقي والأكثر واقعية وموائمة على كافة الأصعدة.

مسماي الذي أفخر به ولا ينتقص مني شيء وأعتز بأنه يطلق علي هو ذي إعاقة ولست من فئة خاصة، أرجوكم كفاكم تهميشا وإطلاق مصطلحات لا تعني شيء، ولا أطالبكم بتجميلي فأنا ذي إعاقة لي إختلافي الذي لا يمكن إنكاره وليست إعاقتي مجالا لأي تجميل أو مداراة عن أعين كل من يراني،
كفاكم وصمي بما ليس في.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: