الكفيف المبصر:

يوم الخميس 3 نوفمبر تلقيت دعوة كريمة من السيد اللواء محمد أحمد المري المدير العام للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بإمارة دبي، ومن المنسق العام لملتقى المنار منار عبد القادر الحمادي لحضور ملتقى المنار السابع.

دعيت لحضور ملتقى المنار كمتحدث به تحت عنوان الكفيف المبصر وأن أتحدث عن ما أقدمه وأفعله وكيف أن إعاقتي لم تمنعني لممارسة ما أحب وأن أمارس حياتي بشكل عادي وطبيعي جدا.

لبيت الدعوة لحضور الملتقى وفي الحقيقة أول شيء لفت إنتباهي هو حفاوة الاستقبال وعلى مستوى رفيع وهنا أود شكر كل الأشخاص الذين استقبلوني بمطار دبي الدولي وفي الحقيقة أيضا لا أرغب في ذكر الأسماء حتى لا أنسى اسم من هؤلاء الأشخاص الرائعين الحقيقة.

وصلت مطار دبي الدولي يوم الإثنين الساعة 02:30 مساء ووجدت استقبال رائع جدا خرجت من الطائرة فوجدت أشخاصا ينتظرونني وقبيل أن أصل لهم وجدت من ناداني فأجبت بيدي مع ابتسامة إرتياح، كان وصولي بمطار 3 وهو مطار تم افتتاحه حديثا وفي الحقيقة لفت نظري العديد من الأمور بالمطار أولا المطار سهل الوصول بشكل ملفت للنظر من أول الخدمات الصوتية المنتشرة بشكل يسهل جدا الاستماع لها وبوضوح ثانيا المطار مزود بميترو داخلي لنقل الركاب من مطار 3 إلى مطار 1 لصالة الجوازات وإنهاء الإجرائات والميترو مزود أيضا بخدمة صوتية تعلن وصول القطار وأن الأبواب فتحت وأنها على وشك الإغلاق الخ ثالثا وما شد إنتباهي حقا والشيء الأكثر روعة هو المصعد الموجود بالمطار وجدت أن مفاتيحه مكتوب عليها بطريقة برايل.

توجهت للفندق الذي سأقيم به وبالطبع أعتبر نفسي من الأشخاص الذين يهتمون بالتفاصيل إلى حد ما وكنت أظن حقيقة أن الخدمات الصوتية والمصعد المكتوب مفاتيحه بطريقة برايل هي أشياء موجودة في المطار في بادئ الأمر لكني وجدت نفس الشيء بالفندق المصعد به خدمة صوتية تعلمني بأنه وصل وبأي طابق توقفنا والباب يفتح الخ وأزراره سواء أزراره الخارجية أو الداخلية مكتوبة بطريقة برايل كنت أعتقد أيضا نفس الشيء بالنسبة للمطار بحكم أن الفندق يعتبر واجهة للدولة لحين بدء فاعليات الملتقى وتحدث نائب مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب عن هدف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن أن دبي مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة.

بدأت فاعليات اليوم وهو ملتقى تنظمه الإدارة للتأكيد على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عموما والبصرية خصوصا وتحديدا في بيئة العمل فوجئت بحضور من شخصيات عامة كثيرة وبالطبع شخصيات فنية وثقافية ومجتمعية على قدر كبير وفي الحقيقة لم أعرف هذا مسبقا لكني عرفته بعد تقديمي لفقرتي كانت تتضمن فقرتي حديث مني عن ما أفعله في حياتي اليومية وغيره وكانت تتضمن أيضا عرض بعض من الفيديوهات ولكن هذا لم استطع فعله لأسباب تقنية بحتة.

قبيل نهاية فاعليات اليوم تم تكريمي مع من تم تكريمهم بالملتقى وحتى لا أنسى من الأشخاص الذين كانوا موجودين نائب القنصل المصري بدبي.

بعد نهاية اليوم ظلت جملة رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دبي مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة وكعادتي اللطيفة نزلت في جولة حرة مستقل تماما وعلى قدمي وبيدي عصاي البيضاء لأتجول بشوارع دبي ولا أخفيكم سرا استعنت بتطبيقات الخرائط لأنه لا يوجد من يرافقني أثناء هذه الجولة ولا استطيع أن أصف لكم مدى سعادتي وخصوصا أنني أتجول بدبي لوحدي تماما وبدون مشاكل تذكر أو أشياء تعوقني الأجمل تهيئة الشوارع والمولات وغيره وخصوصا ميترو دبي الذي أراه وحده نزهة أو رحلة ممتعة بداخله.

شكر وتقدير مني لحكومة دبي ولدولة الإمارات العربية حكومة وشعب على كل ما يقدمونه للأشخاص ذوي الإعاقة فعلا ولا أكون مبالغا حينما أقول الإمارات دولة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة.