تجربتي ككفيف مع السينما ثلاثية الأبعاد:



محض مصادفة عجيبة جدا مصادفة من نوع خاص على الرغم من فوبيا دخول السينما والتي ظلت عندي قرابة 20 عاما ولكن لا أدري ما هو سر حماسي الذي أعتبره شيء غريب لأني لا أحب السينما ولدي منها حالة خوف وتوتر مرتبط بحادث وقع بإحدى السينمات المشهورة بحلوان والمؤسف أني كنت بها آن ذاك أتذكر تفاصيل هذا الحادث، لكن لا أعرف سر حماستي للموافقة على حضور فيلم بسينما من هذا النوع وعلى الأرجح  السببين الرئيسيين هما أني أردت أن استمتع مع أصدقائي الذين عرضوا علي الذهاب معهم، وأنني أردت أن أحاول كسر رهبتي وتوتري وفوبيا دخول السينما.
هي مصادفة ليس أكثر بدأت القصة حينما كنت في قنا الأسبوع الماضي بمقر صعيدي جيكس وعند نزولي من القطار بمحطة قنا تقابلت مع إثنين من أصدقائي الذين من المفترض أني سأجدهم في المقر لكن كانوا بالمحطة لحجز تذاكر قطار للقاهرة في اليوم التالي قررت لحظتها السفر معهم لمدة 48 ساعة كل منهم لديه أعمال سينجزها هناك وأنا سأحاول أن أغير جو ليس إلا، عدنا للمقر ووجدت صديقي الثالث به وكان أيضا من المسافرين معنا لم أكن أعلم على الإطلاق بأنهم يسعون جاهدين لحجز تذاكر سينما لحضور فيلم باتمان وسوبر مان الجديد والذي عرض حصريا بهذه السينما والطريف في القصة هو أن الحجز تم بعد محاولات عدة عبر الإنترنت وتم إلغائه بعدها ببضع ساعات لإحتجاز الفيلم في المطار حسب ما قيل سافرنا بالقطار للقاهرة وبعد وصولنا بدقائق تم الإتصال بصديقي الذي حجز التذاكر من السينما وتم إخباره بأن الفيلم سيعرض في الموعد وسأله المتصل عن رغبتنا في الحضور بالطبع حالة من الفرحة سادت أصدقائي، أعود قليلا ليوم حجز التذاكر للسينما أصدقائي الثلاثة كانوا يسعون جاهدين للحجز عبر الإنترنت في البداية لم أعرف ماذا يفعلون حتى ساقني فضولي للسؤال فجاوبني عبد الرحمن أنهم يحاولون حجز تذاكر هذا الفيلم وسألني عن رغبتي في أن أذهب معهم للحضور ترددت قليلا وفي الحقيقة حاولت التهرب بشكل أو بآخر حتى فاجأني الصديق محمد سمير بقوله أنني ساستمتع بهذه التجربة وأيده في هذا الرأي محمود وعبد الرحمن وافقت على  مضض والسبب تلك حالة الفوبيا من السينيمات التي تنتابني.
ذهبنا للسينما قبيل موعد العرض بوقت كافي أعداد كبيرة نسبيا تنتظر بالخارج لحين بداية العرض وبالطبع الشعور العام وأنا برفقة 4 أصدقائ  بأنني كائن غريب ما الذي أتى به إلى هذا المكان وأكد لي هذا الشعور همس صديقي عبد الرحمن في أذني قائلا "الناس باصة عليك بصة وكأنهم بيقولوا ايه اللي جايب دا هنا" إبتسمت له وأجبته أنهم عندهم حق وهذا الأمر طبيعي جدا ومتوقع، أسير في طرقات السينما بجوار أصدقائي أحاول أيضا إلتقاط بعض الصور معهم غير عابئ بأي شيء على الإطلاق، قبيل بداية العرض من المفترض أننا سنستلم النظارات الخاصة بمشاهدة هذا النوع من الأفلام وهنا أعود لنقاش مطول قبيل السفر بساعات قليلة مع أصدقائي عن النظارات المخصصة لهذه الأمور وشمل أيضا النقاش النظارات الذكية ونظارات الواقع الإفتراضي وفي الحقيقة ولأول مرة لم استطع أن استوعب ما شرحه لي محمد سمير وعبد الرحمن أحمد ثم عاودنا النقاش أيضا عن مدى جدوى إرتدائي لنظارة مشاهدة الفيلم ولكن حسمت الأمر بأنني قررت أن أخوض التجربة كاملة بدون أن ينقص من الأمر شيء مثلي مثل أصدقائي وسأرتدي النظارة مثل الآخرين، أخذ كل منا نظارته وبدأنا الدخول في طابور يقودنا حامل التذاكر محمد سمير وبجواري عبد الرحمن وبالخلف محمود وهالا وعند الدخول كان المكان مظلم جدا فهمس في أذني عبد الرحمان ممازحا "أنا مش شايف حاجة أنت اللي حتمشيني بقى دا ملعبك يا برنس" في الحقيقة لا أخفيكم سرا ضحكت على هذه المزحة من كل قلبي، جلسنا على المقاعد المخصصة لنا وعاودني عبد الرحمن بمزاحه "حتلبس النظارة بردو" فأجبته "طبعا حألبسها أنا عاوز أكمل التجربة دي للآخر" كان هذا الحوار بنبرة صوت مبتسمة جدا سواء مني أو منه.
بدأ برومو السينما ومن أول وهلة جذب إنتباهي الصوت المجسم جدا للبرومو ومن بعده الإعلانات ثم من بعده العد التنازلي لبداية الفيلم حاول عبد الرحمن أن يشرح لي ما يعرض فطلبت منه أن يتركني أعرف بنفسي وأحاول أن أتخيل من خلال الصوت فقط، بدأ الفيلم وفي الحقيقة كنت قررت أن أحاول أن أتخيل كل ما يحدث بناء على كل المعطيات المتاحة من خلال هذا الصوت النقي جدا وكأن الأحداث كلها تحدث بجواري أو أنني في منطقة التصوير أو بمعنى أدق وكأنني أحد حاملي كاميرات التصوير الموجودين داخل مناطق التصوير، لم أذكر أحداث الفيلم حتى لا أحرقه لمن يريدوا مشاهدته.
في واقع الأمر أول مرة أخوض تجربة من هذا النوع الرائع على الرغم من أنني لم أستوعب من الفيلم إلا قرابة 40% من أحداثه نظرا لأن الفيلم يعتمد أكثر على المشاهد البصرية والتي في حقيقتها مبهمة لي وحاولت أن أستوعب الأحداث بشكل أو بآخر من خلال الحوار الدائر فهمت القصة في مجملها ولكن كثير من التفاصيل لم استطع استيعابها والتي تعتمد على الرؤية، أعترف أنني استمتعت جدا بهذه التجربة وكما أعترف أنني فقدت حاسة السمع لدقائق وفقدت تركيزي لبضع ساعات نظرا للصوت المجسم جدا الذي كان بمثابة كوني داخل الأحداث بأدق تفاصيلها المسموعة، جو من المتعة التي لا تنتهي ولكن كل ما يعيب هذا الفيلم هو تناسي القائمين عليه أنه هناك أشخاص يعتمدون فقط على حاسة السمع للاستمتاع بما يعرض.
لا يعيبني أنني أفتقد حاسة البصر ولكن ما يعيبني هو أن أفتقد الاستمتاع بما هو متاح وأن استمتع بحياتي كما هي أقول هذا لأن كان بالصف الأعلى مني أشخاص مستغربين من تواجدي وتعجبوا من إرتدائي للنظارة.
في النهاية شكرا أصدقائي الأعزاء محمد سمير درويش، محمود أحمد، وعبد الرحمن أحمد على هذه التجربة الممتعة التي أردتم أن تشاركوني إياها معكم أشكركم من كل قلبي على أنكم كنتم ولا زلتم تتعاملون معي على أني شخص طبيعي لا ينقصه شيء فخور بكم أصدقائي البطاريق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: