إلى من يهمه الأمر كارثة تنتظر مدرسة النور للمكفوفين بسوهاج:

أحببت مدرستي التي أحتضنتني طيلة 11 عام دراسي منذ الصف الأول الإبتدائي وحتى حصولي على الشهادة الثانوية أكن لمدرستي كل الحب لأنها بيتي الثاني وتعلمت فيها أحببت فصولها وفنائها وكل شيء فيها كانت ولا تزال لها دور كبير في حياتي وحتى أرد لهذا المكان وهذا الكيان جزء ولو صغير من أفضاله فعليا أن أنوه لكم ما يحدث بها من إهمال جسيم أو إهدارا للمال العام على حساب ما قد أخشاه وهو إنهيارها يوما ما على من فيها من طلاب مكفوفين.
وصف مختصر للمدرسة المدرسة من طابقين ونصف الدور الأرضي عبارة عن مطعم ومخزن كبير تحول فيما بعد لعنبر لمبيت الطلبة الكبار طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة وبعض المكاتب ومظلة كبيرة تحولت فيما بعد لفصول صغيرة الحجم لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة التي تلتحق بالمدرسة الطابق الثاني مجموعة من الفصول كانت سابقا لطلاب المرحلة الإبتدائية وحاليا لطلاب المرحلة الإعدادية ومكاتب وعنبر مبيت بنين ومثله بنات الطابق الثالث المستغل نصفه فقط لطلاب المرحلة الثانوية فصول للدراسة بالطبع ومخزن وورشة لتصليح أدوات الكتابة بطريقة برايل وكانت سابقا حجرة لتعليم الكتابة على الآلة الكاتبة.
المدرسة ضاقت بالطلبة والطالبات نظرا لتزايد عدد الملتحقين بها وتم رفض التحاق عدد كبير من التلاميذ وإنقطاع البعض نظرا لضيق المكان وعدم قدرة المدرسة على استيعاب سوى عددا محدودا لأنه لا يوجد أماكن ولأن المدرسة من الصعب بل من المستحيل بناء أدوار أخرى بها لأنها تضررت من زلزال 1992 حسب ما أعلم وبالتالي فهي لا تتحمل أي إرتفاع آخر ولهذا السبب ففصول الدراسة للمرحلة الثانوية تم سقفها بخشب وليس بخرسانة مسلحة.
كل عام أو عامين يتم ترميم المدرسة دهانات وتغيير أرضيات بسبب تصدع المبنى الوحيد بالمدرسة وبسبب ضيق المدرسة أصبح ممارسة الأنشطة المختلفة بات من الصعب فعله سواء ممارسة الرياضات المخصصة لذوي الإعاقات البصرية أو الموسيقى وغيره والسبب ديق الأماكن التي تمارس بها هذه الأنشطة كل ما يتم فعله بين الحين والآخر محاولة لتغطية الشروخ والتصدعات بالحوائط وكأن الوضع على ما يرام ولكن في واقع الأمر مع تزايد أعمال الترميم بين حين وآخر يجعلني أتساءل هل سأنتظر سماع خبر انهيار المدرسة على من فيها ولماذا هذا الإهدار للمال العام ولماذا لا يتم هدم المبنى وبنائ مبنى آخر أو مبنيين على نفس مساحة المدرسة وزيادة عدد طوابق المدرسة لاستيعاب أعدادا من التلاميذ الراغبين في الدراسة في المدرسة؟
مبنى المدرسة أصبح قديم ولا يفي لاستيعاب طلاب بأعداد كبيرة مما يلزم إدارة المدرسة بقبول عدد محدود لأن الفصول لها عدد استيعابي لأن التدريس للكفيف تدريس فردي ولأن الفصول أشبه بالجحور الصغيرة ويصعب على المدرسين التحرك داخل الفصل للتلاميذ نظرا لضيق مساحة الفصل وخصوصا تلاميذ المرحلة الإبتدائية التي يتعلم فيها التلميذ القراءة والكتابة بطريقة برايل وهذا يتطلب أن يتابع المدرس مع تلميذ تلميذ وعلى حدى وعنابر المبيت لا تستطيع أن تستوعب سوى عددا محدودا وبالتالي يصعب على أهالي التلاميذ إحضارهم من القرى والمراكز المختلفة من المحافظة يوميا وأخذهم في نفس اليوم لبعد المسافة وبالتأكيد لأن هذا يحتاج لتفرغ من أحد أفراد الأسرة لفعله وبما أن المدرسة مغلقة الآن لأعمال الترميم والصيانة فمن الممكن أن تكون الفرصة مواتية الآن قبل فوات الآوان لعمل إحلال وتجديد لمبنى المدرسة المتصدع قبل فوات الأوان ويحدث ما لا يحمد عقباه.
يجدر الإشارة إلى أن مبنى المدرسة الحالي آخر خمس سنوات تم عمل له ترميم وصيانة ثلاث مرات ومسجدها سقفه انهار ولم يتم تصليحه للآن والمبنى الحالي لا يراعي من الأساس طبيعة المكفوفين من حيث البناء والتصميم.
اللهم بلغت اللهم اشهد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: