تخوفات على ذوي الإعاقة أعضاء البرلمان:



بعد انتخابات مجلس النواب الجديد ووجود ثمانية أعضاء فيه من ذوي الإعاقة من أصل 535 عضوا به ومع تحفظي على النسبة التي تم تخصيصها لعضوية ذوي الإعاقة في البرلمان يوجد لدي بعض التخيولات التي تنتابني على الأعضاء من ذوي الإعاقة نظرا لعدة عوامل منها وجود بعض الأعضاء الذين يتمتعون بحالات من عدم الثقافة العامة التي تتمثل في عدم تقبلهم لفئة ذوي الإعاقة كما هو الحال في الواقع داخل مجتمعنا وتخوفاتي وخيالاتي تتمثل في بعض النقاط التي ربما تحدث أثناء انعقاد جلسات البرلمان الموقر والتي بالطبع سيكون موجود فيها أعضاء يحضرونها من ذوي الإعاقة وأيا ما يكن فأنا لا أحب أن أستمع لتخيولاتي وهي تحدث وحقيقة أشعر بقلق شديد على الأعضاء من ذوي الإعاقة.
ما مدى تعامل أعضاء المجلس مع الأعضاء من ذوي الإعاقة؟
إذا كان التعامل في الواقع يكون مليئا بحالة من الشفقة أليس من الممكن أن يكون هذا موجودا بين أعضاء المجلس أثناء تعاملهم مع الأعضاء من ذوي الإعاقة مع وضعنا في الإعتبار أن الأعضاء من ذوي الإعاقة هم ممثلين لفئة عريضة يحدث معها هذا التعامل بشكل يومي ومكرر لغياب الثقافة العامة في كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة بالشكل الأمثل والمناسب حتى لا تكون هناك حساسية في التعامل.
أكثر ما يقلقني التعامل الساخر والمتهكم على ذوي الإعاقة وكأنهم ليس لهم الحق في التواجد تحت قبة البرلمان مثلهم مثل الآخرين وخصوصا أن هنالك أعضاء معروف عنهم اللسان اللاذع والتهكم الصريح وبدون حياء وعدم مراعاتهم لمشاعر الآخرين وبالطبع الأمثلة معروفة للجميع فدعونا نتخيل مثلا أن عضو من ذوي الإعاقة قدم استجواب لأحد الوزراء أو طلب إحاطة وتم وضعه للمناقشة من الأعضاء وقال أحدهم المعروفين بهذه الصفات "كمان الأخ اللي مبيعرفش يقول كلمتين على بعض حيستجوب الوزير" أو يقول عضو آخر وهو متأكد أن العضو الأصم لن يسمعه "مبقيش غير الأطرش اللي يطلب استجواب وزير"
الأكثر رعبا عدم تعامل المجلس وأعضاءه مع مقترحات ونقاشات وآراء ذوي الإعاقة بجدية وكأن الأعضاء من ذوي الإعاقة ليس لهم الحق في التعبير عن أرائهم وتقديم مقترحاتهم مثلهم مثل الأعضاء الآخرين.
مدى تقبل الأعضاء لوجود عضو في إحدى لجان البرلمان النوعية ومدى التعامل مع العضو من ذوي الإعاقة داخل هذه اللجنة وإذا أدلى برأيه في اللجنة هل من الممكن أن يحترم رأيه بها وعدم التقليل منه ومما يقوله حتى وإن كان ما يطرحهمخالف لما طرحه أعضاء اللجنة النوعية.
الإتاحة بكافة أشكالها في البرلمان هل تم تضمينها حتى لا يعانوا الأعضاء من ذوي الإعاقة وما أعنيه بالإتاحة ليست فقط الإتاحة المكانية ولكن الإتاحة في كل شيء ولمختلف الإعاقات التي قد يكون موجود عضو ذي إعاقة لديه هذه الإعاقة.
أخشى ما أخشاه أن يكون تواجد الأعضاء من ذوي الإعاقة تواجدا شرفيا فقط بدون تفعيل عضويتهم بالشكل الأمثل مثلهم مثل الأعضاء الموجودين بالبرلمان والإكتفاء فقط بالصورة التعاطفية والمظهر الخادع جدا للمجتمع أن الدولة خصصت مقاعد في البرلمان بدون تفعيل واضح وحقيقي لدور الأعضاء من ذوي الإعاقة.
تعاطي وسائل الإعلام المختلفة وبعض الإعلاميين مع تواجد أعضاء في البرلمان من ذوي الإعاقة فضلا عدم استخدام الصور النمطية وإظهارها أمام الرأي العام وخصوصا أن للأكثرية مواقف سابقة سلبية جدا أناشدكم عدم الهجوم على أي عضو من ذوي الإعاقة توجهه السياسي ورأيه لا يأتي حسب توجهاتكم وأراءكم وأن تتخذوا الإعاقة ذريعة ووسيلة للهجوم كونوا إعلاما مناصرا لحق الأعضاء من ذوي الإعاقة في التعبير عن آراءهم إنتقدوا رأيهم ولا تنتقدوهم بسبب إعاقتهم وتجعلوها حجة للهجوم عليهم لا تكسروا ثقتهم بأنفسهم بسبب إعاقتهم ولا تستخفوا بهم وتسخروا منهم لأنهم ذوي إعاقة.
أتمنى وضع بند في اللائحة الداخلية للبرلمان تعاقب أولائك الأعضاء الذين سيسخرون ويقللون من شأن الأعضاء من ذوي الإعاقة.
كنت أتمنى عمل جلسة تثقيفية للأعضاء الآخرين من غير ذوي الإعاقة ويكون محورها توضيح طريقة التعامل المثلى مع الأعضاء من ذوي الإعاقة وأهمية وحتمية تواجدهم في البرلمان كأي فئة موجودة في المجتمع المصري.
أقول هامسا للأعضاء من ذوي الإعاقة أنتم تمثلون فئة ظلت منسية من حسابات الدولة على كافة الأصعدة لا تقبلوا أن تكونوا أعضاء موجودين على هامش المجلس وإن أحسستم بهذا أرجوكم قدموا استقالتكم فورا حتى لا تفقدوا احترامكم أمام أنفسكم وأمام الفئة العريضة من ذوي الإعاقة التي توسموا فيكم خيرا لا تقبلوا بأي حال من الأحوال التقليل من شأنكم تحت أي ظرف ومن أي شخص مهما كان فأنتم أعضاء لكم ما للأعضاء الآخرين وعليكم ما عليهم أنتم سواسية ولا تدعوا أي أحد يقلل من ثقتكم بأنفسكم أو أن يوهمكم بأن ليس لكم صوت مسموع أو مؤثر أنتم أمام أمانة أتمنى أن تكونوا على قدر عالي من تحملها.
ما كتبته في السطور السابقة وجهة نظر شخصية ليس إلا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: