من مذكرات مشجع كرة قدم كفيف:



لكرة القدم متعة خاصة في نفوس الكثيرين أما إذا كانت متعتها الخاصة هذه لها جانب أكثر إمتاعا وهو أن أسمع كأني أرى هذه هي العبارة التي شدت آذاني لمتابعة كرة القدم عبر أثير إذاعة الشباب والرياضة.
الراديو كان عاملا أساسيا في تعلقي وحبي لكرة القدم والخيال الحقيقي الذي يأتيني كمستمع وبالأحرى مستمعا يسمع ولا يرى من الأساس فكان الراديو مطلقا لعنان خيالي أحببت هذا الملعب الذي يتنافس على نجيلته 22 لاعبا ككتلتين متنافستين كوحدتين على أرضه وأحببت الوصف الدقيق لمساحته وطول وعرض القائمين والعارضة وفي مرة من ذات المرات أتيحت لي الفرصة لدخول استاد سوهاج الرياضي وتحديدا ملعب كرة القدم الخاص به فوجدته بأرضيته مثلما تخيلته تماما عبر أثير إذاعة الشباب والرياضة ومعلقيها الذين كانوا يهتمون بالوصف والوصف الدقيق لأحداث المباريات عبر هذا الراديو الذي كان صديقا لي.
مجموعات من الشباب لقبوا أنفسهم بالألتراس.
كان لهؤلاء دور كبيرا في حبي الزائد لكرة القدم وليس المحلية فقط بل العالمية وتطور الأمر من مجرد الراديو فقط بل متابعة الفضائيات المخصصة للرياضة وتحديدا كرة القدم والأستوديوهات التحليلية والأخبار الكروية العالمية وأيضا لم يفقد الراديو بريقه فكنت اسمع التعليق على الراديو وأتابع الأستوديو التحليلي قبل وبعد المباريات أما الألتراس الذين كان سنهم يقترب من سني كانت أهازيجهم وأغانيهم هي التي تأخذني لعالم آخر وحبا من نوع فريد جدا للكرة وكنت أتمنى أن أجلس بجوارهم يوما ما وأشجع مثلهم وأغني أغانيهم الجميلة التي سرعان ما جعلتني أهتم بكرة القدم إهتماما خاصا على قدر المعطيات المتاحة أصبحت أمتلك خبرة بسيطة في تحليل المباريات ومع وجود شبكات التواصل الإجتماعي كنت أكتب آرائي الكروية وبالمناسبة كنت مشجعا أهلاوي صميم كما يقال.
الأهلي المصري.
النادي الأكثر شعبية والأكثر حبا في قلبي تابعته على مدار التسعينيات والعقد الأول من القرن 21 إبان التوأم حسن وليد صلاح الدين سيد عبد الحفيظ هادي خشبة خالد بيبو وصولا لأبو تريكة وبركات فلافيو سيد معوض فتحي غالي وائل جمعة وغيرهم الكثير الذين لو كتبت أسماءهم لا تسعني ولا عشرة تدوينات.
ومع إهتمامي الشديد بالكرة المحلية والأطلالات العالمية فكنت برشلوني أسباني يوفي إيطالي ليوني فرنسي مانشستر يونايتداوي إنجليزي وغيرها من الدوريات العالمية ووصل بي الحال من تعلقي أني كنت كاتبا لتحليل كروي في مجلة شهرية وكنت مسؤولا عن قسم الرياضة فيها بالكامل.
الحب والمتعة حينما يتحولان لكابوس وكره عميق جدا:
الأول من فبراير 2012 مذبحة استاد بورسعيد كانت هي النقطة الفاصلة بيني وبين حبي لكرة القدم واستمتاعي بالتشجيع ونهمي الكبير في متابعة تلك الساحرة المستديرة المجنونة السريعة جدا مساء هذا اليوم الأسود كان لدي إحساسا عميقا جدا بأنه هنالك فخا منصوب لجماهير النادي الأهلي قبل المباراة بخمسة أيام وكنت أزداد رعبا على شباب كل ما يفعلونه هو تشجيع ناديهم والنادي المفضل لي شخصيا وكان آخر ما في تصوراتي مشادات، إصابات طفيفة لكن قتل وقتل بشع وعدد 72 قتيلا من أجل شيء لإمتاع الجماهير واللاعبين على حد سواء هذا ما كنت لا أتوقعه على الإطلاق لم أكن أتخيل أن شبابا في عمر الزهور يذهبون ضحايا لعبة مجرد لعبة ليس إلا مهما كانت الأسباب لم أكن أتوقع بأي شكل من الأشكال أن المدرج الذي حلمت أن أجلس فيه بجوارهم يكن هو سبب موتهم حتى وإن كان بأي ذريعة كانت.
هذه الليلة إنتهت فيها علاقتي بالتلفزيون والراديو نهائيا وإنتهت علاقتي بكرة القدم تماما وبلا عودة.
رحمة الله على شباب الثالثة شمال ورحمة الله على كرة القدم التي غادرت حياتي لأنها كانت لمتعتي وأصبحت أداة رخيصة لقتل مجرد زهرة تحب وتعشق ناديها.
أعظم نادي في الكون لو كل الدنيا ضده حأفضل أحبه بجنون يوم نصره ليا عيد عمري ما حكون بعيد ويوم ما أبطل أشجع حكون ميت أكيد.
ماتت معكم الحروف في هذا الهتاف الذي لم أكن أتخيله أنه سيكون حقيقة يوما ما 72 شابا يتوفون لأنهم يشجعون فريقهم وأين في مدرجات لعبة رحمة الله على أرواحكم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: