حقيقة جمعيات ذوي الإعاقة:

     حقيقة جمعيات ذوي الإعاقة:
خلال الأيام الأخيرة ظهر إهتمام كبير بالجمعيات الخيرية أو ما يعرف بالمجتمع المدني على صعيد مراجعة عملهم وكيفية أدائهم لكن ماذا عن الجمعيات الخيرية العاملة في مجال ذوي الإعاقة في مصر وما الذي تقدمه هذه الجمعيات وهل حقا لها دور حقيقي وفعال للأشخاص ذوي الإعاقة على أرض الواقع في حقيقة الأمر يؤسفني قول أنها ليس لها أي دور أو تواجد أو حتى فائدة مرجوة منها للأشخاص ذوي الإعاقة بنسبة ضخمة فالمعظم منها مسميات فقط والسطور القادمة سأحاول توضيح هذا كله.
في البداية ملخص بسيط عن بداية ظهور هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في مجال الإعاقة وذويها.
تم إنشاء حوالي 40 جمعية أهلية في جميع أنحاء الجمهورية لخدمة قضايا الإعاقة ورعاية ذويها في مصر هذه الجمعيات أعتقد أن الكثيرين لا يعلم عنها شيء على الإطلاق إلا قليلا جدا وهي كانت قد أنشئت لأسباب عديدة وقد بدأ تأسيس تلك الجمعيات للهدف الرئيسي وهو إظهار صورة مصر أنها ملتزمة بالإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدقت عليها مصر بتاريخ 4 أبريل 2008 على أن مصر ملتزمة بتنفيذ بنودها أو بمعنى أدق محاولة لإظهار أنه هنالك مجتمع مدني في كافة نواحي المجتمع المصري وبالطبع منذ ذلك التاريخ لم تدخل مصر اصلا الإتفاقية حيز التنفيذ ولم توقع وتصدق على البروتوكول الإختياري الملحق لها ولم تعلن حتى خطة واضحة لتنفيذ بنودها اللهم إلا من المجلس القومي لشؤون الإعاقة الذي أنشئ أيضا بشكل غير فاعل نهائيا.
أما عن الدور الحقيقي لهذه الجمعيات التي يقال عنها خيرية فبعض من الحقائق عنها.
هذه الجمعيات لا تهتم بذوي الإعاقة فأكثر العاملين بها يتخذونها كواجهة إجتماعية ومادة خصبة للمظهر الإجتماعي المؤثر فلا تقدم خدمات ولا ترعى ذوي إعاقة ولا تهتم بالنضال الحقوقي وراء قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كما هو معلن ولا تعمل على حل مشكلات الإعاقة في مصر وكل هذا على مستوى الأغلب الأعم إلا من رحم ربي ورحم ربي هؤلاء قلة قليلة جدا وحتى من منها يعمل يعملون بأساليب عفى عليها الزمن بدون إبتكار أو تجديد وكأنهم يعملون أيضا بمبدأ هذا هو المتاح في حين أن المتاح أكثر من هذا بكثير الأسوأ بشكل واضح هو عمل تلك الجمعيات على المتاجرة بقضايا وملفات الإعاقة والمستفيدين من ما هو مفترض أن تقدمه فالأغلب الأعم لا يهتمون سوى بالظهور الإعلامي وليس الظهور الإعلامي مقتصرا علا الوسائل المعروفة مثل صحافة إذاعة تلفزيون بل المجتمع المحيط على مستوى المدينة المحافظة الخ بدون مضمون حقيقي ملموس من فئة ذوي الإعاقة التي من المفترض أنها تهتم بهم وترعاهم ولعل تلك الأمور جعلت من من يتعاملون مع تلك الجمعيات يستاؤون منها ومن أساليبها المسيئة بسبب أساليب من يعملون بها أو بسبب أنهم فعليا يرون أن الإعاقة وذويها مادة للإستفادة من ورائها أيا ما كانت نوعية هذه الإستفادة أما على صعيد ذوي الإعاقة أنفسهم فالغالبية السحيقة كرهوها مع الوقت وكرهوا التعامل معها حتى ولو بشكل اسمي فقط فكم من إبتزازات حدثت وكم من أساليب متاجرات وقعت لذوي الإعاقة من هذه الجمعيات وكم من من تسلقوا على الإعاقة وذويها من خلالها للوصول لوجاهة إجتماعية أو مناصب أو حتى ظهور إعلامي على حساب الفئة التي من المفترض أنهم يخدموهم أو تصوير ذوي الإعاقة على أننا فئة تتسول من هنا وهناك وليس لنا قيمة والواقع عكس ذالك فبدلا من تنمية قدرات ذوي الإعاقة أظهرتنا على أننا نحتاج لمن يرعانا ويتكفل بنا وبدلا من أن تساهم في تحسين صورة ذوي الإعاقة في المجتمع عملت عن سوء قصد ونية تسويء هذه الصورة بشكل فج جدا فعلى سبيل المثال الإعلانات التي تعرض على شاشات التلفزيون من بعض تلك الجمعيات أكبر دليل واضح هنا فما بالنا بالجمعيات التي لا تعلن كيف تسيء في المجتمع المحيط بنا هذا هو الواقع المؤسف لهذه الجمعيات والتي كرهها عدد ضخم جدا من ذوي الإعاقة في مصر
وبعد هذا كله أود أن أسأل أين تذهب أموال تلك الجمعيات والمؤسسات بل ماذا تفعل في الأساس ولماذا مسموح لها بالتواجد بدون أي شيء ملموس تقدمه لأكثر من 15 مليون شخص ذي إعاقة في المجتمع المصري هل يوجد فعليا من يحاسب تلك الجمعيات ليس على أوراقها ولكن على ما تفعله في الواقع من خدمات الخ؟
    إلى من يهمه الأمر.
        بقلم شخص من ملايين الأشخاص من ذوي الإعاقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: