تساؤلات حائرة عن الإعاقة:



     تساؤلات حائرة عن الإعاقة:
عدة تساؤلات تدور في خاطري ولا يوجد لدي لها أية إجابة مقنعة تجعلها تتلاشى من خاطري تماما.
س. لماذا النظرة لذوي الإعاقة على أنهم عالة أو عبء سواء على الأسرة أو المجتمع.
على صعيد الأسرة كثيرا من الأسر ترى أن أبنائها من ذوي الإعاقة عالة وعبء عليها وأيضا حتى النظرة المجتمعية يكون سائد بها تلك النظرة الواضحة.
س. لماذا يعتبر الكثيرين ذوي الإعاقة مادة للمتاجرات بمختلف أشكالها وطرقها؟
يرى الكثيرين أن ذوي الإعاقة فئة يسهل إستغلال قضاياها في متاجرات ومصالح على مختلف أنواعها وأشكالها بدون أدنى مراعاة لأصحابها من ذوي الإعاقة وأهاليهم.
س. لماذا لا يفعل مبدأ الدمج المجتمعي الكامل لذوي الإعاقة في المجتمع؟
من السهل جدا دمج ذوي الإعاقة إجتماعيا وبشكل كامل وجعلهم منخرطين في المجتمع بشكل واضح بدلا من المعاملة لهم على أنهم كائنات فضائية يصعب تواجدهم في المجتمع بشكل عام.
 س. لماذا التعامل مع الشخص ذي الإعاقة يتسم إما بالشفقة أو التعاطف المبالغ فيهما؟
يلاحظ على الصعيد العام أن التعامل مع ذوي الإعاقة عموما يتسم إما بالتعامل المليئ بالشفقة أو التعاطف ويكون مفرط فيهما جدا ويلاحظ هذا الشخص ذي الإعاقة جدا.
س. لماذا النظرة الإجتماعية لذوي الإعاقة نظرة سلبية؟
يلاحظ أن الكثير يرون ذوي الإعاقة أشخاص ليس لهم قيمة أو حتى حق في الحياة عموما أسوة بالآخرين.
س. لماذا تراثنا الشعبي والإجتماعي يرى أن ذوي الإعاقة مادة خصبة جدا للسخرية.
إذا نظرنا لتراثنا من الأمثال الشعبية سنجدها مليءة بشكل واضح بما يوصف بالسخرية والتقليل من فئة ذوي الإعاقة بشكل مبالغ فيه جدا.
س. لماذا لا توجد دراما تمثل ذوي الإعاقة بالشكل الأمثل والإيجابي؟
الكثير من الأعمال الدرامية تجسد ذوي الإعاقة بشكل إما غير واقعي أو بصورة سلبية بشكل كامل.
س. لماذا يتعامل الكثيرين مع ذوي الإعاقة على أنهم أشخاص يحتاجون لأسلوب آخر من التعامل؟
مع تعامل الآخرين مع ذوي الإعاقة يلاحظ وكأنهم يتعاملون مع كائنات غريبة وليسوا كبشر من الطبيعي جدا التعامل معهم.
س. لماذا لا يستكمل التلميذ الأصم تعليمه الإعدادي والثانوي مثله مثل الآخرين ويتم وضعه في التعليم الإعدادي والثانوي المهني فقط؟
التعليم ما قبل الجامعي الحكومي في التربية الخاصة يجعل الأصم يكمل تعليمه الإعدادي والثانوي بالتعليم المهني حقيقة تضعني في دهشة وعجب وحيرة ويترتب على هذا أيضا أن الطالب الأصم لا يستطيع دخول التعليم الجامعي ولهذا أيضا تساؤل آخر.
س. لماذا الطالب الكفيف مع أنه يدرس مقررات التعليم العام للمبصرين في الثانوية العامة يتم حصره في الشعبة الأدبية فقط وغير مسموح له الإلتحاق بالشعبة العلمية إطلاقا؟
التعليم العام بالنسبة للكفيف يدرس فيه ما هو نفس المقرر على الطالب المبصر ولكن عند مرحلة الثانوية العامة يتم إلتحاق بالشعبة الأدبية فقط بما أن نظام التعليم قد أقر أن الكفيف يدرس نفس المقررات الخاصة بالمبصر فما المانع من فتح الشعبة العلمية أمام الكفيف أسوة بالطالب المبصر.
س. لماذا يوجد بند سلامة الحواس في شروط الإلتحاق بالجامعات ويتم حصر عديد من الإعاقات في مجال الكليات النظرية وليست العملية؟
قد لا يعرف الكثيرين أن التعليم الجامعي يوجد به شرط يسمى بسلامة الحواس ويمنع ذوي الإعاقة من الإلتحاق بالكليات التي تتسم بالطابع العملي إعتقادا بأن ذوي الإعاقة ليسوا قادرين على القيام بالشق العملي.
س. لماذا التعليم الأزهري بالنسبة للمكفوفين تعليم سماعي فقط؟
التعليم الأزهري للمكفوفين يقتصر على التعلم السماعي على الرغم من وجود آليات حديثة كثيرة تجعل الكفيف قادر على القراءة والكتابة بنفسه بدون الحاجة لمساعدة الآخرين أو لمرافقين له في المراحل التعليمية المختلفة بالأزهر.
س. لماذا لا توجد المقررات الدراسية الجامعية بصيغة إلكترونية تيسيرا على المكفوفين في الجامعات؟
مع التطور الحالي للتكنلوجيا والذي يسر كثيرا جدا على المكفوفين أشياء كثيرة ما المانع من وجود المقررات الدراسية بصيغة إلكترونية نصية تجعل سواء طباعتها برايل أو قراءتها من خلال قارئات الشاشة متاح ويوفر الكثير من الوقت سواء لتوفير من يقوم بتسجيله أو قراءته للكفيف.
س. لماذا يجب توفير مرافقين للكفيف في الإمتحانات في الجامعة ولا يعتمد الإمتحان بإستخدام الكمبيوتر والتقنيات الحديثة؟
لا زالت الإمتحانات في الجامعات بالنسبة للمكفوفين تحتاج لوجود مرافق لكي يقوم بقراءة ورق الأسئلة وكتابة الإجابة للطالب الكفيف.
س. لماذا لا يتم تأهيل ذوي الإعاقة للإلتحاق بأسواق العمل المختلفة؟
لا يوجد على الإطلاق تأهيل لذوي الإعاقة حتى يصبحوا قادرين على ممارسة ومنافسة الآخرين في سوق العمل.
س. لماذا يتم عند تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة يتم وضعهم في أعمال إدارية فقط؟
عند توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة يتم توظيفهم في أعمال إدارية أو لا يتم إسناد أي عمل لهم مطلقى ولكن فقط المسمى موظف ولا يتم إستغلال طاقة وقدرة الشخص ذي الإعاقة في أي عمل وكأنه شخص من الأصل لا يصلح لأية أعمال نهائيا.
وعلى الرغم من تلك التساؤلات التي أضعها أمامك عزيزي القارئ ولكن تجد أن العديد من ذوي الإعاقة قادرين على التعايش مع هذا كله بل تجد الأكثر من هذا فتجدهم مبدعين فيما يقومون به وعلى عكس المتوقع والسبب أن الشخص ذي الإعاقة يريد أن يثبت نفسه بعمله وبما يقدمه لنفسه وللمجتمع ويستطيع أن يكون شخص ناجح وله ما يجعلك أحيانا في حالة من الإندهاش وهنا يجدر الذكر أنه لا تنظر إليه على أنه شخص خارق للعادة والطبيعة بل بالعكس هنا يجب أن تكون المعاملة عادية جدا لأنه بالفعل هو يمارس ما هو عادي وطبيعي ومعتاد وليس شيء غريب أو أنه يفعل المستحيل بل أنه أستطاع أن يخلق لنفسه إتاحة بأسلوبه الخاص ليجعل عمله متوافق مع يستطيع ما يؤديه.
وعلى الرغم من تلك التساؤلات التي قد يرى من خلالها البعض أن الحياة سوداء اللون فإن العكس هو الصحيح بالنسبة للشخص ذي الإعاقة لأنه يحاول أن يتواجد على الرغم مما قد تراه أنت عزيزي القارئ أنه أمامه صعوبات ومشاق لأن الحقيقة تؤكد أن العديد من ذوي الإعاقة إستطاعوا تذليل تلك الصعوبات وجعلها أسهل له وتمكن من التغلب عليها بالكثير من الإجتهاد سواء إجتهادا شخصي أو بمعاونة أسرته التي تفهمت طبيعته وقامت على تقوية نقاط القوة لديه وتدعيمها حتى يستطيع التغلب على مواطن الضعف التي قد تكون موجودة بسبب الإعاقة وجعلوا نقطة ضعفه نقطة إنطلاقه لنقاط قوته وإيجابيته وتفاعله وإثبات لذاته وما بها من إمكانات وقدرات جعلته يحول ما تراه أنت بالنسبة له مستحيل لشيء عادي وسهل يؤديه بمنتهى البساطة وبدون أدنى إشكاليات.
هذه مجرد وجهة نظر شخصية ليس إلا.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: