لو كان بالأسرة ذي إعاقة 2

     لو كان بالأسرة ذي إعاقة 2:

إستعرضنا في المقالة الأولى سويا ما هو الحال لو كان بالأسرة ذي إعاقة من ناحية زواج أخيه أو أخته من غير ذوي الإعاقة وهذه السطور تعالوا معا نطرح موضوع لا يقل أهمية عن الموضوع السابق وهو زواج ذي الإعاقة نفسه ودعونا نختار في البداية زواج الشاب ذي الإعاقة ثم من بعده الفتاة ذات الإعاقة.

زواج الشاب ذي الإعاقة على مختلف الإعاقات به العديد من الإشكالات والتي سنطرحها في لعلها تنتهي يوما ما من مجتمعاتنا وينتهي معها تلك النظرة العنصرية لذوي الإعاقة وخصوصا في نقطة الزواج.

أول إشكالية تواجه الشاب ذي الإعاقة أثناء التفكير في الإرتباط من هذه التي يمكن أن تكون لي زوجة وسند تساعدني على مصاعب الحياة وخصوصا أن بي إعاقة فيجب أن تكون قادرة على تحمل مصاعب الحياة العادية كأي زوجين ومصاعب ومتطلبات إعاقتي وهنا القرار في حد ذاته صعبا نظرا للإعتبارات الإجتماعية من تلك الفتاة التي ستقبل بهذا الشاب الذي يعاني إعاقة ما أو هل ستستطيع أن تتفهم إحتياجات هذه الإعاقة وكيف يمكنها أن تتعامل مع هذا الشخص رغم أن الشاب ذي الإعاقة لا يختلف عن الآخرين ولكن تحتاج الفتاة فقط لأن تعرف كيف يكون تعاملها مع متطلبات هذه الإعاقة.

الإشكالية الثانية موقف أهل الفتاة التي سيتقدم لها الشاب ذي الإعاقة وهنا أيضا حتى بعد إقتناع الفتاة بالشاب وموافقتها عليه تخرج الألسنة من أقربائها وأسرتها ألم تقبلي بغير هذا الشاب. من قلة الشباب العاديين لم تجدي غير هذا الشاب. ما هو منظرك أمام الناس وصديقاتك حينما تقولين لهم أن هذا الشاب ذي الإعاقة هو زوجي. وهلم جرة من هذه الأسئلة التي لا تنتهي والتي تردد على مسامع هذه الفتاة بل تكون تلك الأسئلة قادرة على تحويل قناعة هذه الفتاة بالشاب 180 درجة ويكون بالطبع رد أسرة الفتاة بأنهم لا يريدون لبنتهم مثل هذه الزيجة لإعتقادهم القاطع بأن بنتهم هذه ستواجه جحيما أو أنهم سيلقون بها إلى تهلكة ستجلب لهذه الفتاة المتاعب طوال عمرها بدون سابق إنذار وكل حكمهم فقط نابع من سبب واحد فقط وهو أن هذا الشاب به إعاقة فقط ليس إلا.

ومع تقدم الشاب ذي الإعاقة لأكثر من فتاة ويتم رفضه من خلال أسرتها تكون الإشكالية الثالثة وهي شعور الشاب ذي الإعاقة بالغضب والسخط على إعاقته هو والتي ليس لديه دخلا بها في حقيقة الأمر.

وهنالك بعض الأسر التي بها شباب ذوي إعاقة تبدأ رحلة البحث عن فتاة لابنهم تكون ليست كما يريدها هو بحجة أنه عليه أن يحمد ربه إن قبلته هذه الفتاة وأهلها سواء أن تكون أقل منه في مستواها التعليمي أو الإجتماعي وتتجه بعض الأسر في الحقيقة بأن تزوج هذا الشاب ذي الإعاقة من فتاة لا تجيد القراءة أو الكتابة أو متهربة من التعليم بنفس الحجة أيضا وهذا طبعا غير عادل بالمرة فيكون الحكم على إعاقته بأنه لا يحق له أن يتزوج بمن تكون في نفس كفاءته على الأقل علميا.

وتحضرني هنا طرفة مصرية أن هذا موجود في فقافتنا المجتمعية تقول هذه الطرفة (كفيف تزوج عروسة شكلها سيئ جدا فراح له قريبه يهنيه فقال له يعني ملقتش غير دي تتجوزها فقال يعني هي لو كانت حلوة كان المفتح سبهالي) بالطبع مع تحفظي ولكنها واقعية جدا بالنسبة لمنظورنا المجتمعي.

أو تجد  أسر أخرى تتجه إتجاها آخر وهو تزويج الشاب ذي الإعاقة من فتاة ذات إعاقة مختلفة عنه وكأنهما سيكملان بعضهما أو حتى من نفس إعاقته وهنا لي تحفظات شخصية كثيرة على هذا النوع ولكن ليس مجاله هنا.

أما عن زواج الفتاة ذات الإعاقة فحدث ولا حرج القليلات منهن من تتزوج وذلك يرجع أيضا لإعتبارات إجتماعية بحتة من ناحية الشكل الإجتماعي وتقبل أهل المتقدم لهذه الفتاة لها ويكون ما ينطبق على الشاب ينطبق على الفتاة ولكن الفتاة ذات الإعاقة أكثر تعقيدا وإن تقدم لها أحد لزواجها يكون إما كزوجة ثانية أو لأنها تملك مال أو أنه أقل منها في مستواه التعليمي المهم أنها تتزوج وإن كانت الزيجة غير متكافئة وتسلب الفتاة حقها الطبيعي مثل باقي الفتايات.

للمجتمع والأسر ذوي الإعاقة أشخاص قادرين على إدارة أسرة وأشخاص ناجحين في حياتهم لا تحجروا على حقهم في حياة عادية لمجرد أنهم فقط ذوي إعاقة لا تمنعوهم من إختيار شريك حياتهم بأنفسهم لا تكونوا أوصياء عليهم لا تحكموا على حياتهم بالفشل لمجرد أنهم ذوي إعاقة لا تهتموا بالشكل الإجتماعي لأنه مهما حاولنا لم ولن نرضي الجميع بأي شكل.

للشباب والفتيات من ذوي الإعاقة لكم الحق في أن تختاروا شريك حياتكم ولكم الحق أن تكون لكم مواصفات في شريك حياتكم لا ترضوا بالأدنى ولو للحظة لأن هذا سيجلب لكم متاعب حياتية أكبر بكثير من متاعب الإعاقة لأن نصفكم الآخر لو كان غير متفهم لكم ويستطيع أن يتعامل معكم أو متفهم لإحتياجاتكم وأنه سيكون عليهلزاما في البداية أن يكون متقبل لإختلافكم ليس لأنه أقل منكم لكن لأنه مقتنع بكم وبما بكم من قدرات.