عالم الظلام:



    عالم الظلام:
عزيزي القارئ أكتب لك هذه السطور والكهرباء مقطوعة.
في هذه السطور سأصحبك في عالمي عالم الظلام الذي أستمتع به.
الظلام كما نعرفه جميعا هو إنعدام الرؤية البصرية بسبب عوامل منها غياب مصدر للضوء ولكن ماذا يمكن أن نرى في هذا الظلام الدامس يمكن أن نكون داخل هذا الظلام أشياء رائعة في مخيلاتنا لأشياء قد يصعب أن نعيشها واقعيا.
كيف أعيش ظلامي الحالك وأتعايش معه؟
للظلام متعة خاصة جدا لأنني أستطيع أن أكون في مخيلتي رسوما لأشخاص وللطبيعة ولكل شيء بناء على ما أستطيع تحصيله من خلال باقي الحواس جميعا فيمكنني أن أرسم صور بخيالي لكل من أتعامل معهم عن طريق صوتهم وحركتهم وكيف يتعاملون معي وكأني أراهم فعلى سبيل المثال يمكن أن أرسم لك ملامح وجهك إذا كانت نبرة صوتك حزينة أو سعيدة أو يملأها الإرهاق ومن الممكن أن أحدد طول قامتك أو قصرها من خلال مستوى صوتك قربا من أذني رأسيا وإذا كنت شخص ضخم أو نحيف الجثة من خلال وقع صوت أقدامك على الأرض بل من السهل أن أعرفك من مجرد خطواتك طالما أني سمعتك وأنت تتمشى أمامي أو معرفتك من خلال صوتك ولو كنت قابلتك من فترة ليست بالقصيرة لأنه وهذه هي الحقيقة لكل إنسان نبرة صوت تختلف عن الآخر ولكل إنسان صوت أقدام تختلف عن الآخر.
يمكن أيضا تكوين صورة تخيلية للمكان المحيط بي بالكامل من خلال الأصوات المختلفة فيه وعن طريق أيضا حركة الأشخاص فيه وبالتالي يسهل جدا رسم تلك الخريطة المكانية بحيث أستطيع أن أتحرك في هذا المكان وبشكل منفرد حتى الأماكن المفتوحة يمكن وبسهولة رسم تخيلا لها فمثلا إذا كانت هنالك أصوات عصافير تغرد فمن المفترض أن في هذا المكان أشجار ويمكن تحديد مكان تلك الأشجار من خلال إتجاه صوت العصافير التي تقف عليها حتى إرتفاع تلك الأشجار يكون سهل تحديده عن طريق صوت تغريد العصافير وحتى الأشياء التي يصعب تخيلها يمكن من خلال وصف تقريبي لها من أي شخص أن أرسم لها صورة تقريبية من خلال هذا الوصف فيصبح خيالي ما هو إلا مجرد ما أستطيع أن أتحصل عليه من معلومات من خلال مستقبلات حسية أخرى لا تعتمد على حاسة البصر تماما ورسم ما قد تحصلت عليه من خلال المستقبلات كصور متعايش معها وتكون عالمي بالكامل لا يستغرق تجميع هذه المعلومات سوى ثواني قليلة حتى يصبح متاح رسم إطارا كبيرا وكأني أرى المكان أو الشخص في خيالي.
عزيزي القارئ هذه هي حقيقة عالم الظلام الذي أعيشه وأستمتع به لأني وببساطة لا أعتبره ظلام على الإطلاق بل أراه عالم يجعلني أسبح في خيالي وأستمتع جدا بإستغلال الخيال في رسم صور واقعية جدا ولا أراه ظلام أسود بل ألونه بألواني الخاصة التي تمحي هذا الظلام وعلى ذكر الألوان فالألوان صورتها عندي عبارة عن إشارات يمكن الإحساس بها فمثلا الأصفر هو ضوء الشمس الدافء الأخضر لون الزرع الأبيض لون الغيمة الأزرق لون السماء قبل الشروق.
هذا هو عالم الظلام الذي يعتقده الكثيرين عالم مليئ فقط بالسواد هذا هو عالمي الذي أفخر بأني واحد منه أعيش فيه ومتعايش معه وأستمتع به ولا أراه عقبة لي أو عبء علي أو شيء يجب أن أخجل منه هذا هو عالم الكفيف ببساطة.  
ولنا لقائات أخرى مع عالمي عالم الظلام.

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. فهمتنى حاجات كنت دايما بسألها لنفسى ؟ يا تره ؟ وازاى ؟ وامتى ؟ وليه ؟
    تحياتى ليك يا صديقي

    ردحذف
    الردود
    1. كنت عارف أنك حتقول كدة زلت عنك فضولك وحرجك من أية أسئلة تحياتي لك يا صديق

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: