ما لا يعلمه السيد رئيس الجمهورية:



     ما لا يعلمه السيد رئيس الجمهورية:
بعد أن قرأت خبرا عن إستقبال السيد رئيس الجمهورية لسيدة كفيفة تبرعت بقرطها (حلقها) لصندوق تحيى مصر أود أن أعلم فخامة الرئيس بعض الحقائق عن واقع المكفوفين في البلد التي يحكمها.
سيادة الرئيس المحترم هل تعلم أن عدد المكفوفين في مصر يتجاوز ثلاثة مليون كفيفا
وأن المجلس القومي لشؤون الإعاقة لا يعترف أصلا بهذا الرقم ولا حتى توجد إحصائية رسمية من الأساس في جهاز التعبئة والإحصاء عن عدد المكفوفين خصوصا وذوي الإعاقة عموما.
سيادة الرئيس هل تعلم أن المكفوفين لهم حقوق في الدولة وذوي الإعاقة عموما بموجب الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المصدقة عليها بلدنا والدولة لا تعطيها لنا وتنكر وجودنا سواء في البنية التحتية, المرافق العامة أو النقل والمواصلات.
سيادة الرئيس هل تعلم أن أكثر من 80% من المكفوفين في مصر أميين وأن أكثر من 10 % من المكفوفين متعلمين تعليما أزهريا عبارة عن حفظ بدون قراءة أو كتابة بطريقة برايل أو حتى بإستخدام التقنية والتكنلوجيا الحديثة.
سيادة الرئيس هل تعلم أن أكثر من 85 من المكفوفين في مصر تحت خط الفقر
وأنه الخدمات المقدمة في الدولة للمواطنين لا تتناسب مع إعاقة كف البصر من حيث سهولة الحصول عليها أو التعامل مع هذه الخدمات بإستقلالية وبدون وصاية من أحد وأننا نتعامل بقوانين ترانا أننا أشخاصا فاقدي الأهلية في أغلب تعاملاتنا اليومية مع الجهاز الإداري أو الخدمي للدولة.
هل تعلم يا سيادة الرئيس أنه لا يوجد كشف مبكر عن أي إعاقة عموما وعن إعاقة كف البصر خصوصا في مصر وأنه التعليم المصري ونحن في القرن 21 ليس دامج لنا في مراحل التعليم المختلفة وأن الدراسة تنحصر علينا في مجالات محددة وكأننا أشخاص غير قادرين على التعلم مثلنا مثل أقراننا من المبصرين فلا يحق لنا دراسة الشعبة العلمية في الثانوية العامة ولا يحق لنا دخول العديد من الكليات بسبب إعاقة كف البصر وهذا لا ينطبق علينا نحن فقط بل ينطبق على جميع الإعاقات بسبب ما يسمى ببند سلامة الحواس في لوائح المجلس الأعلى للجامعات.
سيادة الرئيس هل تعلم أن عدد ضخم من المكفوفين لا يجدون عمل ولا إعانة بطالة ولا معاش تضامن إجتماعي ولا يوجد تأهيل للمكفوفين لسوق العمل حتى نتواكب مع متطلبات سوق العمل المتاح وأن من يجد عمل يتم إلحاقه بعمل إداري أو عمل شرفي وكأن الدولة تعطينا منحة أو هبة.
وأخيرا سيادة الرئيس هل تعلم أن نظرة المجتمع لنا نظرة سلبية بشكل كبير وأن المجتمع يحتاج لتغيير ثقافة التعامل مع ذوي الإعاقة عموما والمكفوفين خصوصا وأن الإعلام المصري يتناولنا بصورة سيئة بشكل مبالغ فيه مما يزيد من تلك الصورة النمطية التي توجد بأذهان المجتمع والشارع المصري تجاهنا.
أردت أن أوضح لك يا سيادة الرئيس معلومات قد لا تكن تعلمها أو تعلمها وليست في إهتمامات سيادتك أو لم يبلغو سيادتك بتلك المعلومات لا أشكو لسيادتك بما أوضحت ولكني أردت فقط أن أضع أمامك الحقيقة وهذه ليست الحقيقة بل جزء صغير جدا منها فقط.
أتمنى أن تقرأ يا سيادة الرئيس هذه السطور وأن تضعها حتى في خطة الخمسين عام القادمة.
    من مواطن مصري كفيف البصر.

تعليقات

  1. لأ هوا افتكرها بس علشان القرط الى اتبرعت بيه انما لو انتا عايزه يبص للـ3 مليون معاق ممكن تجمعلو 3 مليون تشكيله مختلفه من انواع الذهب .....بقت كوسة خالص

    ردحذف
  2. على فكرة كل اللي شرحته من ظروف ينطبق على شريحة كبيرة من الشعب يعاملوت نفس المعاملة مع انهم ليسوا فاقدي البصر فيوم ماينصلح الحال كله هينصلح حال جميع الفئات وذكرت في كلامك الاتفاقية الدولية لقوق الانسان ونسيت ان الاسلام كفل كل هذه الحقوق قبل كدة بكثير لكن اللي يجيب سرته دلوقتي يبقى ارهابي في بلد مسلم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عامان على وفاة ست الحبايب:

تحية لمن تكافحن في صمت:

معلومات خاطئة عن طريقة برايل: